شباب ..(قادة لخدمة المجتمع)

كتب
الثلاثاء ، ١٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٥٥ صباحاً
جاكلين أحمد لعدن نكهة أخرى في كل ماتقوم به ..حتى وان سادها العنف تبقى قلوب أبنائها الطيبة الجميلة تحمل الخير على اكفها تدور بذلك الحب والشجن الكبير تزرع الطهر في كل أزقة وشوارع أمهم التي لايفارقهم اسمها صحوا أو نوما.. يحلمون دائما بغدا تشرق شمسه بأشعتها الجميلة الباهية لتتضح الرؤية نحو كل جميل على ارض الخالدة عدن.. ينبذون العنف ..يقاتلونه بسلميتهم ورغما عن كل من لايطيق حبهم وشغفهم هذا.. وهذا هو حال اؤلئك الشباب الذين أطلقوا مبادرة (قادة لخدمة المجتمع) (LCS)..لاتنطفىء أحلامهم منذ 2009 ..وهم يسعون نحو تحقيق كل الجميل لموطن قلبهم لعشقهم الأول.. لايحملون في جعبتهم غير هدف واحد ان يصلوا إلى شحذ همم الشباب ..تدريبهم على إن يصلوا إلى مايريدونه بعيدا عن العنف عن صوت الرصاص ومنظر القتل البشع..بعيدا عن قطع الطرقات وإحراق أحلام صغارها قبل كبارها.. يتبنى الشباب الذين هم نفسهم كانوا متدربين لدى عدد من المنظمات أعدتهم للخروج نحو المجتمع من اجل نشر سبل العيش في سلام واخذ الحق بالحوار لا بِطرق القتل والحرق وإرهاب الناس.. ساهم هؤلاء الشباب منذ انطلاقتهم الأولى في عدد من المشاريع الصغيرة التي تعني بتدريب الشباب وصنع قادة جدد لإخراج عدن نحو الأفق المشرق وبعيدا عن الإحباط واليأس والتذمر.. كما ساهموا في انتشال ولو بالقدر المعقول عدد من نازحي أبين في عدن بالتعاون مع عدد من المنظمات مسهمين في إعداد جداول إحصائية بعدد النازحين ليسهل على المنظمات التعامل معهم..وأسسوا عدد من العيادات الطبية المتنقلة التي ومن خلالها أدى الشباب دور الواعظين الناصحين المرشدين لعدد من النازحين في كيفية التأقلم مع موطنهم الجديد عدن والعكس بالنصح والإرشاد لأبناء عدن وأهمية تقبل اؤلئك النازحين.. ومن إبداعات هؤلاء الشباب أنهم تبنوا فكرة بسيطة لأجل إخراج أطفال عدن من جو النزاع والصراع الذي عكس نفسه سلبا على طرق لعبهم..حيث أصبحت العاب الأطفال تتمثل في صنع الأسلحة من الأخشاب أو بعض العلب..وقطع الطرق بالأحجار..ونشر الفوضى إذ لم يعرف الأطفال منذ وجدوا غير تلك الأعمال التي ظنوا أنها الأفضل أو إنها توحي بالرجولة...فقام شباب مبادرة (قادة لخدمة المجتمع) بتحويل أفكار الأطفال وأنظارهم نحو الاهتمام بالألوان وصور لتلوينها..وأثبتت هذه الفكرة نجاحها بتوجه عدد كبير من الأطفال نحو علب الألوان وتلك الصور تاركين خلفهم تلك الأسلحة وتلك الألعاب الغبية الغير مبهجة..لكن وللأسف لم يستطع الشباب الاستمرار لان إمكانياتهم البسيطة كانت عائقا رئيسيا في تقدمهم..إذ أنهم يفتقرون للدعم ..لا احد ينظر إليهم أو يحاول التواجد معهم لان بالنسبة للكثير مايحدث من فوضى وعنف في عدن لهو أمر مرغوب فيه ومرغوب فيه جدا ولا فائدة تعود عليهم في ما يقوم به هؤلاء الشباب .. ومن هنا جاء إصرارهم على مواصلة المسير مطلقين حملة تدريبية مجانية جديدة..أسموها (برنامج بناء العلاقات وتطويرها) ومن اؤلئك الشباب (المدرب المنذر نادر) والذي كان هو احد المتدربين على أيدي مدربين مصريين (الذين لايقومون بمثل ذلك النوع من التدريب إلا في البلدان التي تعاني صراعات مسلحة وتطغى فيها صور العنف على الحياة الاجتماعية)..وقد أشاد (المنذر) بالشباب قائلا : أنهم يحتاجون للوقت فقط حتى يصلوا إلى المستوى المطلوب من الرقي في التعامل.. والميزة الأساسية في تلك الحملة أنها تستوعب كل اؤلئك الشباب الذين أسهموا في قطع الطرقات ونشر الفوضى في عدن لفترة من الفترات ..وفي الواقع عدد لابأس به استجاب لتلك الحملة التدريبية ..وغير وجهة نظره ..وتفهم ان العنف لايمكنه أن يكون سبب في رد الحق.. وان الحوار وحده هو المكتسب الأساسي لكل مجتمع متمدن..وتعتمد تلك الحملة على برنامج حواري يقوده الشباب بأنفسهم وعلى عدد من الألعاب التي توصل الفرد منهم نحو تفهمه للأخر ومدى قدرته على التواصل مع المجتمع.. وقد تحدثت (المدربة أسراء عبد الله) والتي كانت زميلة للمنذر في فترة تدربه..قائلة: (نحن لانحاول أن نعطهم حلول لما هم فيه ولكن نعطهم فرصة الحوار والنقاش مع بقية زملائهم..ليكتشفوا لاحقا ما يريدونه وماعليهم فعله).. وما أحوج عدن في هذه الفترة لمثل هكذا حملات وخاصة في ماتعيشه اليوم من وجع وعنف غير مبرر وتحت مسمى استرداد الحق.. ويَعتبر المنسق العام لهذه الحملة( المهندس شريف البيحاني ) ان جميع الشباب هنا أسرة واحدة ولكل منهم مهمة يقوم بها دون ان يفكر بنفسه ..وان الجميع يتقدمون بالشكر لمدير امن عدن الذي حاول جاهدا مساعدتهم..وجامعة العلوم والتكنولوجيا(الشيخ عثمان) متمثلة بالأستاذ( احمد بابكري) لحرصهم على توفير القاعات المناسبة لإقامة الحملة التدريبية.. كما أضاف أن كثيرا من الجهات الرسمية لم تكن بالمستوى المطلوب من التعاون..وان غالبا مايعيق تحركاتهم هو نقص التمويل .. أتمنى في الغد والغد القريب أن تنتبه عدن قاطبة بأهمية مايقوم به هؤلاء الشباب ...وبجهود فريدة ..ورغم العوائق لأني اجزم ان عدن لن تقوم إلا بشبابها..وأتمنى أن يتجه جميع من يظن ان عدن أهم نحوهم لان طريق اؤلئك الشباب مازال في خطواته الأولى..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي