ثقافة وثورة وحراك

كتب
الثلاثاء ، ١٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٥١ صباحاً
أنور النقيب لقد بات من الضروري التفكير الجاد في واقع سلوكنا وكيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض ,فبالنظر إلى ما ينشر في الصحف والمواقع الالكترونية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار التعديات اللفظية والبدنية التي يقوم بها بعض العامة أصبح أمراً مزعجاً ومؤسفاً. ثقافة التأديب أو اخذ الحق باليد التي تحتل أفكار بعض بني البشر أعطت ذريعة قوية لإتباعها في التمادي في السلوك غير الأخلاقي والانجرار إلى العنف, غير مدركين إن الأخلاق والتهذيب ومراعاة الذوق العام واللجوء إلى القانون والاحتكام إلى الأنظمة هي كلها مخترعات حضارية من اجل حماية الناس بعضهم بعضاً كي لا يعيشوا كالحيوانات في الغابات قويها يفترس ضعيفها. فمبداء (ان لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب) لا يصلح للحياة المدنية المتحضرة, والالتزام بالأخلاق هو لصالح المجتمع يحمي نموه واستقراره وتكامله ومتى اسقط الانضباط وأنساق الناس وراء انفعالاتهم ورغب كل امرئ في القصاص مباشرة لنفسه حلت الهمجية بالمجتمع . إننا في حاجة إلى أعادة النظر والتفكير عقلانية في مضمون هذه الثقافة التي تحكم سلوك البعض منا فتتسبب في وقوعهم في مواقف محرجة لهم ومضرة بمجتمعهم,فمهما بداء التهاون من الأخر في أداء واجبه تجاه من كلف بخدمتهم ومهما ظهر في تقصيره تجاههم فان ذلك ليس مبررا على الإطلاق للتهجم اللفظي عليه وإهانته. ان الشرع لا يعطي لأحد أيا كان الحق في التعدي اللفظي أو البدني على الاخرين,خاصة ان النتيجة محسومة مسبقا ,فمن المتوقع ان المعتدى علية لن يصمت إمام الإهانة سيردها باكر منها وقد يتصاعد تقاذف الإهانات لينتقل الى مستوى العنف البدني. نحن في حاجة الى تعبئة اخلاقية عامة تقضي على بقايا ثقافة الهمجية والعصور البدائية التي ما زالت تعشعش في مساحات واسعة من أدمغة بعض الرفاق.وفي حاجة الى حملة توعية اجتماعية شاملة تذكر الناس بان التعدي منهم لن يأتي لهم بالحق الذي ينشدونه. وان عليهم الالتزام بالحدود المتاحة لهم واللجوء الى القنوات المفتوحة للأخذ بالحق متى احتاجوا الى ذلـك.  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي