‏لن يصلح حال الوطن الا بصلاح انفسنا

محمد مقبل الحميري
الثلاثاء ، ١١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٥٧ مساءً
ستظل الازمات تلاحقنا والوطن في خطر طالما وحساباتنا ضيقة وتفكيرنا ينطلق من منطلق بائس ، وكل طرف منا لا يتصرف وفق قناعاته الوطنية التي تقدم المصلحة الوطنية على سائر المصالح الاخرى ، فالحزبي ينطلق وفق رغبة وهوى الحزب الذي ينتمي له حتى ولو كان ضد قناعاته ويدافع عن الفكرة وهو كارها لها من داخله ، والقبلي ينطلق من منطلق مصلحة قبيلته فقط ، والتابع لأفكار مضللة وأشخاص يدعون الاصطفاء يلغي ارادته وكرامته ويصبح عبداً لغيره وللأسف البعض لا يسلك هذا الطريق عن قناعة ولكن بدافع المصلحة الدنيئة التي تحوله الى تابعٍ ذليل ،  والنائب البرلماني ينطلق من منطلق ترضية الناخبين حتى ولو كان غير مقتنعا بما يقول ولا يصارح الناس بالحقيقة التي يؤمن بها  خشية خسارة البعض ،  والمصلحي يفكر وفق مصالحة الضيقة التي لا يرى سواها حتى ولو ذهب الوطن الى الجحيم. والمسئول لا يريد مغادرة الفساد الذي يعيشه لانه يرى مصلحته باستمراره، والمجلس المحلي لا يرى في المشروع سوى نسبته من العائد ولا يهمه بعد ذلك انجز هذا المشروع ام تعثر.
 
    نحن في مرحلة حرجة يمر بها الوطن تحتاج منا جميعا ان نستشعر مسئوليتنا فيها وان نترفع عن كل المكايدات والنظرات الضيقة والمكاسب التافهة ونقدم مصلحة الوطن فوق مصالحنا واهوائنا وان نصدق الآخرين حتى وان غضبوا من صدقنا لانه لا مخرج للوطن الا بصدق الجميع مع الله وتقديم المصلحة العليا للوطن ويكون لسان حالنا جميعا كما قال الشاعر"رابعة العدوية"  مخاطبا الذات الإلهية :
فليتُكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ *** وليتكَ ترضى والأنامُ غِضابُ 
 
وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ *** وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
 
إذا صحَّ منكَ الودُ فالكلُ هينٌ *** وكلَ الذي فوقَ الترابِ ترابُ.
 
"اللهم اصلح نياتنا واهدنا الى أحسن الاعمال فإنه لا يهدي لاحسنها إلا انت".
 
@ كنت قد كتبت هذا المقال قبل اصدار قرار الأقاليم وكان لي وجهة نظر حول تكوين اقليم الجند اما وقد صدر القرار فيجب ان ندعمه حتى لا تستغل الأطراف التي تريد ارباك المشهد السياسي اليمني برمته وتستغل الاصوات البناءة للتخريب ، ويجب ان تظل اليمن بكل اقاليمها همنا جميعا ونعمل على تأسيس مواطنة متساوية وان تكون هذه الأقاليم عامل قوة ووصل وليس عامل فرقة وضعف، وان تؤخذ الكثافة السكانية لكل اقليم في الحسبان سواء في توزيع الثروة او الوظيفة العامة انصاف للإنسان اليمني أينما كان تحقيقا للعدالة والمواطنة المتساوية ، واذا صلحت النوايا وصدق العزم فإن الطريق ستذلل والعقبات ستزول . 
 *عضومجلس النواب
الحجر الصحفي في زمن الحوثي