وثيقة الحوار : دولة جديدة بحكام جدد

عارف الدوش
الاثنين ، ١٠ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٢٢ صباحاً
نتائج مؤتمر الحوار الوطني حملتها " وثيقة المؤتمر" التي لاقت  الكثير من الإطراء والإشادة والتأييد من اللاعبين المتنفذين على المستوى المحلي وكانت محل ترحيب كل الدوائر الإقليمية والدولية الراعية للتسوية في اليمن وقيل الكثير وسيقال أيضاً حول مضمون محتويات " الوثيقة  الكثير خاصة فيما يتعلق بموضوع بناء الدولة والحكم الرشيد وإعادة وتشكيل الجيش اليمني والحقوق والحريات. 
فلو نفذ وطبق على ارض الواقع ما جاءت به " وثيقة مؤتمر الحوار الوطني " فإن اليمن ستكون دولة جديدة بحكام جدد وأنظمة واليات تنفيذ جديدة الأمر الذي يحتم على القوى السياسية  الأحزاب والمكونات الموقعة على " الوثيقة " أن تشكل مع قيادة البلاد السعي لبناء الدولة اليمنية الجديدة بحكام يمنيين جدد بما يؤدي إلى تغيير جذري حقيقي يمثل استكمالاً للثورة الشبابية 11 فبراير التي نعيش ذكراها هذه الأيام .
 "وثيقة الحوار " أصبحت محل إجماع محلي وعالمي باعتبارها تمثل إرادة  اليمنيين بمختلف مكوناتهم وأطيافهم ونقلت اليمن من مرحلة حروب دائمة صغيرة وكبيرة إلى مرحلة الولوج في بناء دولة يمنية وفقاً هي دولة المواطنة المتساوية التي لن يبنيها حكام الأمس الذين لم يتغيروا وإن تغير رأس النظام ونفر من الأعوان هنا أو هناك . 
 الدولة الجديدة التي نادت بها " وثيقة الحوار " تتطلب حكاماً جدد أيضاً متخففون من حمولات حكام الأمس الآثمة المتمثلة بالحروب والصراعات والثارات والخصومات والقتل والقتل المضاد  فحكام الأمس هم حكام اليوم عاشوا وحكموا في ظل غياب الدولة وسيادة أشكال الحكم التقليدية أمثال حكم العسكر الذين عسكروا كل أشكال الحياة العامة وحكم الشيخ  والجماعات المسلحة التي اختصرت الدولة بها وحكم عصابات القتل ومافيات التهريب وحكم القبيلة والمنطقة والأسرة.  
إن وثيقة مؤتمر الحوار" تتضمن تطلعات شعبية ظلت مخطوفة من قبل حكم العسكر والمشايخ والمجموعات المسلحة ومافيات التهريب وكلها قوى استبدادية قامعة للشعب رافضة لتطلعاته لأكثر من نصف قرن خنقت كل دعوات وانتفاضات التغيير وألغت كل أهداف وتطلعات الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وأماله ودفنت أحلام الشعب في الوحدة وقتلت كل القادة والزعماء الشعبيين الذين كانوا يظهرون من بين أبناء الشعب يحملون تطلعاتهم وأحلامهم
فإذا كانت الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو90 قد نقلت القوى التي كانت تحكم في دولة الجنوب السابقة " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" إلى الضياع ثم بعد حرب صيف 94م المشئومة أصبحت تلك القوى جزءاً من التاريخ ،  بينما كانت القوى التي كانت تحكم شمال الوطن سابقاً" الجمهورية العربية اليمنية" إلى يوم قيام الوحدة مايو90 م قد نقلت كل تطلعات وأحلام ابناء الشعب في الثورة والتغيير والدولة والمواطنة المتساوية إلى الضياع أو خطفتها وركنتها في ملفات الماضي لتصبح تاريخاً  يكثر النواح عليه الحالمون والطامحون ببناء دولة ووطن يتسمع للجميع .
وتظل تطلعات الشعب اليمني اليوم ترنوا إلى دولة جديدة وبحكام جدد نقصد دولة عادلة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية التي تحدثت عيها " وثيقة مؤتمر الحوار " وهي ليست دولة وحكام الجنوب الذين أصبحوا جزءاً من التاريخ ولا دولة وحكام الشمال أو دولة ما بعد حرب صيف 94م اللتان رحلتا تطلعات الشعب وأحلامه إلى ملفات وأدراج مهملة .
هناك رغبة جامحة لدى أبناء الشعب بدولة جديدة بحكام جدد  دولة لا مكان فيها لاستبداد العسكر وتفصيل مقاس الحكم على مقاس القبيلة والمنطقة والأسرة ولا لطغيان علاقات وعادات وثقافة الماضي البليد  القائم على  الظلم والقهر والاستغلال والنهب والأفكار والممارسات الإقطاعية  الهمجية 
 باختصار الدولة المنشودة جديدة وبحكام جدد ليست هي دولة العسكر والمشايخ ولا دولة السيد والعبيد ولا دولة  القائد الضرورة  أو القائد الفلتة أو الفرد سواء كان عسكرياً أو مدنياً انها دولة المؤسسات ودولة القانون التي تشرع في بناء وطن جديد ينعم بالعدل والمساواة ويتساوى  فيه كل مواطنيه أمام القانون . 
 وأجيراً : الوطن  اليمني  يجلس الآن على شاهق عالٍ جداً إما أن يطير ويحلق في أعالي السماء من أجل بناء دولة جديدة بحكام جدد أو يقع في هوة سحيقة في المجهول لتعود علاقات العبودية والاستغلال والاستبداد وحكم الأسرة والمنطقة والقبيلة أو المذهب والسلالة وشيوع مظاهر النهب والسرقة . 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي