السيناريو القادم في اعادة رسم الخارطة السياسية لليمن !

طارق مصطفى سلام
الجمعة ، ٠٧ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٥٥ مساءً
(من ضمن قوى الشمال كافة لن ينتصر للقضية الجنوبية كما ينتصر لها الحوثي ..) .
1- فالمصالح والاهداف هنا تكاد تتطابق وتلتقي بين هذين الطرفين – جماعة الحوثي والحراك الجنوبي - وتأتي احداث حاشد الاخيرة ونتائجها القريبة والبعيدة على طريق تحجيم مراكز القوى التقليدية الضاغطة في الشمال وتحديدا الحلف الثلاثي (بيت الاحمر / الاصلاح/ علي محسن) الذي يرفض خيار الاقليمين وهو الطرف الذي وضع خيار الستة الاقاليم في مواجهة خيار الاقليمين ..
وهنا سيتم نظريا وميدانيا تعزيز الدور القيادي والريادي للحوثي على مستوى قوى الشمال اجمالا كونه الطرف الشمالي الفاعل والوحيد الذي يقبل بخيار الاقليمين في الدولة الاتحادية القادمة, وعلى طريق تمثيل الحوثي للشمال في المفاوضات الندية القادمة مع الجنوب للأخذ بخيار الاقليمين لأعوام محددة يتبعها الاستفتاء الجنوبي في أبداء رأيه بالوحدة القائمة على طريق حقه في تقرير المصير, التي بات الاقليم بمراكز نفوذه المختلفة والمجتمع الدولي بمواقفه الموحدة تجاه اليمن متفقين بهذا الشأن بل وربما قد حسموا أمرهم بتأييد حق تقرير المصير للجنوب .
وهنا لابد من تغيير الحكومة ورئاستها بشخصية جنوبية مقبولة من الحراك الجنوبي تواكب التطورات اللاحقة وتساهم بفعالية في تجسيد المهام القادمة لبناء الدولة الاتحادية الموحدة الجديدة من اقليمين جنوبي وشمالي أو من ثلاثة اقاليم أو أكثر شريطة ان يكون هناك اقليم واحد في الجنوب وعلى الحدود الجغرافية في العام 1990م وبحسب ما يتم التوافق عليه مع الحوثي لتحديد عدد اقاليم الشمال والأرجح الأخذ بتقسيم الشمال اداريا إلى اقليمين أو ثلاثة اقاليم, اقليم صعده وما جاورها من محافظات وسيكون تحت السيطرة الحوثية الكاملة, واقليم وسط الشمال الزيدي في معظمه, واقليم جنوب الشمال الشافعي في معظمه, وسيكون كل ذلك (في مرحلته الاولى) مقابل سقوط خيار فك الارتباط للجنوب ..
وهنا (ايضا) سيكون الحوثي بالضرورة هو الحل للشمال (الشمال الذي بات ضعيفا ومفككا وممزقا ومتناحرا في قواه الاجتماعية والسياسية) في ابقاء علاقته العضوية بالجنوب في اطار دولة يمنية موحدة وهو الانتصار لخيار الاقليمين الذي يقبل به الجنوب كحد أدنى للبقاء في اطار الدولة اليمنية الاتحادية الموحدة ..
3- هامش متصل :
من حوار بدأ يوم الخميس الماضي الموافق 30يناير 2014م (وهذا الشطر هو نهايته قبل لحظات)مع رفيقي القديم وهو من أبناء ابين ومن رعيلها الاول المقاتل في صفوف الجبهة القومية المناضلة :
شوف خلينا نأخذ الأمور خطوة خطوة .. ونبدأ من زيارة هادي للكويت وتعني شيئين أن هادي مع الستة اقاليم وعندما وجد صعوبة مالية وبنوية طرحت عليه بإلحاح في اول اجتماع للجنة الاقاليم ذهب للكويت لإحضار دعم مالي يؤسس لستة اقاليم ثانيا زيارته للكويت هي رسالة واضحة لأسرة الاحمر حيث تمت الزيارة في ظل معمعة حاشد ليقول لهم انه لا يهتم ثم انها رسالة مزدوجة وواضحة للطرفين أسرة الأحمر وجماعة الحوثي ..
لذلك لابد للعطاس ان يقبل اولا بحكاية الستة اقاليم ليكون رئيس الحكومة الجديدة وهذا سيعلن عنه العطاس قريبا, ان تخلى عن تمسكه بخيار الاقليمين أو أقنع هادي بخياره للإقليمين, وتبقى الان اعاقة واحدة هي علي محسن فهو يرفض تحجيم الاصلاح كما تم تحجيم بيت الاحمر ..
ثم واضح ان هناك مصلحة مشتركة في اقصاء بيت الاحمر جمعت هادي ومحسن وصالح والحوثي بس مش باتفاق مباشر صالح وهادي بخط عبر الحوثي ومحسن وصالح بخط عبر مشايخ سنحان ..
بيت الاحمر خلاص حجموا و تخلوا عنهم كلا من هادي ومحسن وحاشد والاصلاح ايضا ولذلك سيتم تغيير باسندوة قريبا..
أما عن كامل الحديث فسوف أعمل على نشره قريبا بأذن الله مما يساهم في كشف كثير من الحقائق السياسية الخفية والمناورات الخطيرة للشعب اليمني فيكون هو الرقيب عليها والحكم عليهم, وهي تلك المكايدات الخبيثة والمؤامرات المفرطة التي تعتمل وتتفاعل الان تحت الطاولة مما يفرض على اللاعبين السياسيين والقوى السياسية كافة من اللعب فوق الطاولة وعلى المكشوف .. والله والمصلحة العامة من وراء القصد .
3- أن رغب الحوثي ! :
أن رغب الحوثي بكسب تأييد قوى اليسار والحداثة وأحرار وثوار الوطن كافة, بل وأراد كسب الجماهير الشعبية الواسعة والهادرة, وأراد أن يحقق علامة فارقة في المعركة الحقيقية اللاحقة ومجالها الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة وميدانها التنافس الديمقراطي الشفاف بقاعدتها الشعبية الحاسمة, كما فعل هو في الماضي القريب عندما خاض الحروب الميدانية والعسكرية الصاخبة بشرف رفيع وإباء وشموخ منقطع النظير وصمود اسطوري عظيم مما فرض احترام الأعداء له قبل الأصدقاء, فكسب الضمائر الحية وجذب القلوب المتعاطفة, كما تجاوبنا نحن معه طوال الحروب السته الظالمة التي وقعت عليه حينها.. فعليه القيام بالآتي : -
(أ) عليه تحقيق الانتصارات الاخلاقية الثمينة وتجسيد القيم الانسانية الجميلة, لا السعي خلف الانتصارات العسكرية الواهية واقامة الاستعراضات الميدانية الواهمة .
(ب) عليه كسب العقول وجذب القلوب للناس كافة دون تمييز أو مفاضلة أو معايرة, لا حسم المعارك العسكرية المدمرة وكسب العدوات الضارية والضارة التي توجد البغضاء والكراهية وتؤسس لثقافة الثأر والانتقام في المجتمع اليمني المدني المتعايش والمسالم, وتؤدي لسفك المزيد من الدماء اليمنية البريئة, وكسب المزيد من الخصوم من اخوانه في الدين الموحد وشركائه في الوطن الواحد .
والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي