الجنوب في عيون " الحُمْر"

كتب
الأحد ، ١٥ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٠٦ مساءً
بقلم / وضاح اليمن عبد القادر
بقلم / وضاح اليمن عبد القادر

المتابع لتصريحات حميد الأحمر الأخيرة بشأن  القضية الجنوبية والممتلكات التي استولت عليه عائلته بعد حرب 94 م سواء 6في عدن أو في صنعاء والتي تعود ملكيتها لجنوبيين والتي أكد خلالها على  أنها من حقه الشخصي كونها تابعة للدولة وهو من يحق لها السيطرة وبسط النفوذ عليها بقوة المال ولا يستبعد السلاح ايضا كما هي حال التصريحات التي أطلقها شقيقه صادق الأحمر أيضا في مقابلة صحفية حول مسألة الفيدرالية التي تطرحها بعض فصائل الحراك والتي أكد خلالها على رفضه التام للتعامل مع أي قضايا خارج نطاق رفض المركزية والتقسيم الإداري الذي جعل منهم المركز الذي تدور حوله كل القوى السياسية في بلد عاني كثيرا وما يزال لديه مسافات طويلة من العناء في ظل تمترس تلك القوى الشمالية التقليدية خلف القبيلة وقوة السلاح والدين والعسكر وثقافة الفود والسلب والنهب تجذرت فيها أبا عن جد .

وهو ما يؤكد استمرارية وتواصل خطابات " الحمر " الاستفزازية لأبناء الجنوب تأكيدا على مقالة أباهم الأحمر الكبير " عودة الفرع للأصل " بعد قيام الوحدة الكونفدرالية عام 90م وهو ما يعني تكريس ثقافة الضم والالحاق والإكراه التي استفزت أبناء الجنوب وتنكئ جراحهم المفتوحة منذ حرب صيف 94م واحتلال الشمال للجنوب .

الجنوب كانت وما زالت في عيون "الحمر" ومن والاهم أرض مفتوحة لاستعراض بطولاتهم الهوجاء وفحولتهم المطعونة هكذا هي نظرتهم الدونية الناتجة عن إحساس بالنقص وعقدة الرجولة الكاذبة .

اليوم القوى التقليدية والقبلية تعيد استنساخ نفسها وأعادت انتاج منظومة نظام صالح تحت غطاء ثوري بعد أن امتطت صهوة الثورة الشبابية الشعبية السلمية وحال خطابها اليوم قد تغيير تماما عن حال خطابها المستجدي والمستنجد بالثورة ليصبح أكثر قوة واستعلاء ليذكرنا بمقولة من يسمي نفسه شيخ مشائخ  بكيل الشائف  العام الماضي الذي أطلق تصريحه المجلجل حينها أن مصير اليمن مرتبط بحاشد وبكيل .

فتح جبهة الصراع على أرض الجنوب مسألة يجب أخذها بعين الاعتبار وروح المسئولية من قبل كل الأطراف السياسية والقوى الثورية  في الجنوب لخلق اصطفاف عريض يعود للجنوب مدنيته المفقودة وعلى أبناء الجنوب اليوم أن يعرفوا وعلى وجه الدقة  من هم الذين استباحوا دمائهم في 94م ومن هي القوى التي لعبت دورا في تلك الحملة المغولية والنازية على أبناء الجنوب ، ليس من باب تأجيج العنصرية وخلخلة السلم الاجتماعي ولكن من باب الحفاظ على وحدة القضية الجنوبية ومطالبها العادلة .

وعلى إخواننا في الجنوب أن يعرفوا أن تعز هي العمق الجغرافي لهم والقوى المدنية الضاغطة القادرة على خلق اصطفاف مدني عريض يساند شرعية القضية الجنوبية ويرجح كفتها كون تعز قد عانت من ثقافة الفود والاقصاء والتنكيل بأبنائها لقرن من الزمن .

السؤال الذي أطرحه هل باستطاعتنا استيعاب دروس  وتفويت الفرصة على كل القوى التي تحاول اليوم لضرب التحام تعز بالجنوب ؟

وهل باستطاعة الحراك اليوم بمختلف فصائله أن يؤسس لثقافة جديدة من التسامح بين أبناء الجنوب والالتفاف حول وحدة القضية الجنوبية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي