تضامنوا معي ما دمت حياً بينكم

علي البخيتي
الأحد ، ٢٦ يناير ٢٠١٤ الساعة ١١:٢٩ مساءً
أصبح حرفة يقتات عليها المئات إن لم يكن الآلاف, للقتل في اليمن قصة أخرى, قصة لا تخطر على بال أحد من الذين يعيشون خارج حدودها.
 
القتل في اليمن مهنة شريفة, تجعل صاحبها وجاهة اجتماعية يتسابق الجميع لخطب وده, تسعى السلطات لمراضاته وتضع له ألف اعتبار, يمتنع القضاء عن النظر في أي دعاوى ضده, اسمه علامة قتالية مسجلة تجعل الوحدات الأمنية تضرب له السلام عند مروره على نقاطها.
 
القتل في اليمن نشاط مُجتمعي, يشترك فيه الجميع, كلاً على حسب جهده وقدراته, العالم يفتي, والناشط السياسي يبرر, والقنوات تحرض, والقضاء والأمن يتقاعس, والسفارات تمول وترعى, والمجتمع يُصفق.
 
بيانات التنديد والشجب والاستنكار والتعزية جاهزة ومطبوعة, فقط هناك نقاط فارغة مكان الاسم, عند اعلان الخبر يُملئ الفراغ ويرسل للإعلام, ثم تتساءل الصحف من التالي؟
 
اتعرض شخصياً لحملة تحريض واسعة وعلنية ومكشوفه منذ اسابيع, زادت وأصبحت أكثر وضوحاً هذه الأيام, يشارك فيها كتاب وناشطين معروفين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي, يشارك فيها ناشطين "اخوانيين" يدعون أنهم حقوقيون,  تشارك فيها مواقع وصحف معروفة تابعة لنفس التيار.
 
انتقل التحريض الى القنوات الإقليمية, قناة "وصال" السعودية تُخصص حلقة بتاريخ 23 / 1 / 2014م بثت الساعة العاشرة مساءً للتحريض والدعوة الصريحة الى قتلي, وتخليص العالم من شروري, هي نفس القناة التي حرضت على ارتكاب جريمة وزارة الدفاع ومستشفى العرضي.
 
بدأت القصة عندما فبرك ونشر أحد ناشطي الإخوان –يدعي أنه حقوقي-  صورة لتعليق احدى الصفحات المزورة على الفيس بوك, والتي تنتحل شخصيتي وصورتي, نص التعليق: " لا أبرئ أنصار الله من دم شرف الدين, لكن ماذا استطيع عمله", وكان بإمكان هذا "الحقوقي" –على فرض حُسن نيته- النقر على اسم صاحب التعليق وسيكتشف فوراً أنها صفحة مزورة, لكن لأنهم يهدفون الى التحريض فلا يهمهم العواقب التي قد تطال الآخرين.
 
الخطوة الثانية تبنتها قناة الفتنة "وصال" السعودية, وحولت الكذبة إلى مادة تحريضية, مستغلين منشوري المعنون " قائمة العار", الذي كان بهدف الضغط على أعضاء لجنة ضمانات الحوار قبل توقيعهم في الجلسة المسائية الأخيرة على التمديد للحكومة الحالية, وكان من ضمن من في القائمة أحد أبناء عمي محمد صالح البخيتي زميلنا في الحوار, اضافة الى الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين, وطلبت من الأصدقاء ان يبعثوا برسائل الى تلفوناتهم مفادها "عار عليكم أن توقعوا على التمديد للحكومة".
 
حرض علي المذيع وضيوف البرنامج واتهموني بتهم شيطانية مثل : "بوق كبير وخطير, يظلل, يٌزين, يُلبس, يُسوق" وقال أحد الضيوف : "عليه أن يُطهر نفسه ويتوب الى الله".
 
قال المذيع - تمهيداً لما قد يرتكب ضدي -: "ربما أن الدور عليه وتصفيه حركة الحوثيين بعد تصفية جدبان وشرف الدين", أحد الضيوف قال مهدداً ومحرضاً وفي نفس الوقت يلقي التهمة على الآخرين : "أحمل علي البخيتي مسؤولية الاستمرار في هذه الحركة, وأحمل الحوثيين مسؤولية دمه لو حصل له شيء".
 
زملائي الكتاب والناشطين الحقوقيين والسياسيين والصحفيين, الى كل من يُهمهم حق الحياة: هل تنتظرون حتى أقتل ثم تنددون بالجريمة, وتصدرون بيانات النعي والشجب والاستنكار والادانة؟ وتتذكرون عندها محاسن زملائكم!!
 
اريد أن أقرأ تضامنكم وبياناتكم الآن, فلا يوجد نت في اللحد, ولا توجد كهرباء فقد يلحق بي الوزير "سُميع" الى هناك, اريد أن اسمع نقدكم لكل الأقلام والصفحات والقنوات الرخيصة التي حرضت ضدي, اريد أن تتضامنوا معي وتشاركوني في الوقفة الاحتجاجية التي أنوي تنظيمها شخصياً أمام السفارة السعودية قريباً, لأنها سفارة الدولة التي تُبث منها قناة "وصال" وقناة "المجد" وقناة "صفا", وكل قنوات الفتنة والتحريض, هي الدولة التي يمول منها الارهاب, وتُدعم منها قنوات التحريض الدينية في بقية الدول.
 
هذه القنوات انتقدها وبقوة الكاتب السعودي داؤود الشريان قبل ايام في برنامجه, واتهمها بالتحريض للجهاد في سوريا والتغرير على أبنائهم, وهاجم علماء الفتنة المعروفين واتهمهم بحشد الشباب السعودي في معارك "كافرة" ابتداء من افغانستان مروراً بالعراق وسوريا, وقال لهم: "اذا هي جنة لماذا لا تذهبون أنتم وأولادكم؟".
 
هل ستقفون معي أمام السفارة السعودية؟ على اعتبار أني كاتب وزميل لكم, لا شأن لكم بصفتي السياسية, ولن أسمح أن ترفع في الوقفة أي شعارات سياسية.
 
لننفذ هذه الوقفة نحن و أهالي ضحايا جريمة مستشفى العرضي, لنتضامن كمجتمع ونضغط على السعودية لإغلاق تلك القنوات واسكات أبواق الفتنة.
 
تضامنوا مع حق الحياة, حق الكلمة, حق الكتابة, لي ولكل اليمنيين, لا أريد أكثر من هذا..
 
عن: الأولى
الحجر الصحفي في زمن الحوثي