لم يبقى لنا كجنود للوطن الا ان ننتظر ان ننهزم !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٥ مساءً
*رئيس قسم علم الحاسوب في جامعة مجدبورج في المانيا
 
ما بين بكاء باسندوه و بكاء الرئيس هادي تشتتت افكاري منذو الامس. لم استطيع ان انام مابين احترامي و تقديري للمواطن الخائف هادي و خيبة رجائي من قلة حيلة الرئيس الهادي. 
 
رجعت بذاكرتي الى فبراير 2008 م عندما وصلني اتصال من مؤسسة "فيدريش البرت اشتفتوينج" في برلين محتواها ان الرئيس صالح سوف يحضر لديهم لعدة ساعات و الهدف من زيارته و قتها تسويق اليمن امام رجال المال و السياسة و سوف تكون فرصة طيبة ان اكون من ضمن الحاضرين كوني حلقة و صل فكري بين الغرب و اليمن بحكم طول غربتي . 
 
جاءت الدعوة في وقتها حيث و اني كنت قد اعددت دراسات استراتيجية و علمية بعد زيارتي لمؤسسات الدولة في البلد قبلها. بعدها اتصلت بالسفارة لتنسيق موعد لقاء عمل و ارسلت اليهم المضمون ل اللقاء و كيف يمكنني ان انتشل اليمن من وضعها من منطلقات هندسية و ليست صحفية كما هو غالب الحال. كان واضح من الايميلات المرسلة انني لن اسافر الى برلين و اترك اعمالى و ابحاثي هنا اذا لم يكن هناك لقاء عمل فعلي يجمعني بالزعيم وقتها. 
 
حتى اليوم الاول قبل اللقاء لم يتم تأكيد الموعد و كان مفهوم الكلام تعال و سوف نرى كما هي العادة في اسوقنا . بعدها طلبوا مني تلخيص الموضوع و المحاور في خمس ورق بأسلوب سهل لكى يتسنى للرئيس و فريقه القراءة و ادراك الموضوع و الذي تفهمته. كان في رفقة الرئيس كعادته وزير الخارجية و التعاون الدولي و عبدالعزيز عبدالغني و البقية لا اذكر اسمائهم. طُبعت الاوراق في السفارة, فجائني اتصال ان اكتب على الدراسة اسم السفير و قتها و الذي لم افهمه بسبب ان الذي اقوم به هي ضريبة اردها الى وطني و مساهمة في تغيره من مكاني هنا من دون اى مقابل فما الداعي لأسم السفير عليها اذاً. 
 
جاءني الرد في يوم اللقاء ان احضر الى برلين و الموعد كان على الخامسة بعد الظهر. في القطار كانت تدور افكاري هل فعلا سوف يفهم ما اريد ان اشرحه له و كيف اوصل اليه الموضوع في 10 دقائق و كيف اجعل المشكلة في سياقها الزمني مفهومة و واضحة المعالم له . طبعت خمسة نسخ من الاستراتيجيات العلمية التي سوف تغير اليمن حسب تصوري وقتها. في اللقاء في مؤسسة "فريدريش البرت اشتفتوينج" كان اولا لقاء رجال المال و الاعمال و كنت ممن تم دعوتهم من قبل الالمان ايضاً . جلست غير بعيد اراقب حركات و كلام الرئيس السابق و هو يسوق اليمن امام الغرب او الالمان و السلك الدبلوماسي العربي.و هذه العادة سيئة عندي منذو كنت صغير ان اراقب الاشارات و نبرات الصوت و تقاسيم الوجه و حركة اصابع اليد و قبلها سرد المعلومات و تنسيقها حتى في خطبة الجمعة او عندم اختبر الطالب 
 
كان يبدو لى من اول وهلة ان الرئيس تائه امام المحاور و الحاضرون و كان في يده ورقة مثل قصاصة الغش عند الطالب الغير مذاكر و التي لم يستعملها وقتها . الاستاذ وقتها او المحاور كان وزير الداخلية الالماني "اتو شلي" و هو معروف بدهائه و رصانته و خطابته و قبلها منطقه في الكلام و تقاسيم وجهه التى هي جدية و لا تبدي الابتسامة مما شتت الرئيس صالح اذا اضفنا عقدة الخواجة . 
كانت ارتجاليات على عبدالله صالح مخجلة جدا بسبب سرد مواضيع لاتتفق مع هدف اللقاء او تكسير اللغة العربية مما يصعب الترجمة الفورية او الاخطاء في المعلومات السياسية و الجغرافية المساقة في حديثه . مرت لحظات عصيبة بالنسبة لى اكثر من الرئيس صالح و الحاضرين وقتها لانه يتحدث بإسمي و اسم 25مليون نسمة و يلقبونه بفارس العرب ايضاً و كانت الترجمة فورية عن طريق السماعات وقتها مما زاد الطين بلة. 
 
جاءت مرحلة النقاش فكانت المصيبة اعظم من السرد قبلها. لم ارى في حياتي وقتها اسوأ من هذه الصورة لليمن مع الاسف . جاءني احباط في الجلسة من سؤ التنظير و السرد و الاجابة و خجل ليس من الرئيس فحسب و انما من المرافقين له من وزراء و مثقفين و السلك الدبلومسي اليمني في برلين وقتها و الذين لم يفهمو النظام السياسي ألالماني او الاتحاد الاوربي او الناتو او المشاكل التنموية او الاقليمية. خجلت من نفسي انني ايضاً هنا. المهم انتهى اللقاء مع رجال الاعمال و التي نفرت الاجانب و اليمنيين كحالي من اليمن كما هو الحال الى يومنا هذا و زاد خوفنا من المجهول و الارتجال في قيادتنا وقتها. 
 
و الغريب و العجيب يومها انني تعرضت لنفس الطرح في الخمس صفحات التي ارسلتها لهم, فيها كانت الاجابات كافية لوزير الداخلية الالماني لو كان قرأها فقط. و كان من الورق التي ارسلتها يبدو جلياَ اننا على اعتاب ثورة قادمة لامحالة. ابكانى و احزننى وقتها حالنا وسخافة قادتنا و عدم قراءتنا لما بين ايدينا. 
بعدها عقد في اليمن مؤتمر في تاريخ 12 مارس 2008 و طلع مجور يحكي عن خريطة طريق و وزير التعليم العالي ايضاَ عن استراتيجيات من دون ان يذكرو انني صاحب خريطة الطريق و استرتيجيتها وقتها. 
 
المهم نعود الى اللقاء اخذتني سيارة السفارة بعدها الى الهُتيل لمقابلة الرئيس لكني كنت بعد لقائه لنا قد اصبت بإحباط فطلبت من سيارة السفارة ان تنزلنى في محطة القطار و سافرت بعدها . وبينما و انا في القطار جاءني اتصال انهم ينتظروني فما كان منى الا ان قلت لهم الملفات مع القربي و الارحبى و السفارة اقراوها ربما تفهموها و ربنا يعين اليمن على السنوات القادمة. تلك هي المرة الاولى التى ادمت قلبي على حجم مئاسي يمننا بقيادتنا المرتجلة.
 
بالامس كان يوم نكسة اخرى بسبب الخطاب الارتجالى للرئيس هادي. فالمقاطع التلفزيونية أبكتني و ادمت قلبي، ليس من جهل الرئيس هذه المرة و انما من صراحته و التي كان لا يجب ان يوردها . كان الرئيس صادقاً في مشاعره و حبه لليمن لكنه لم يكن قائد مرحلة حرجة و كان خائف من الايام القادمة مثله مثل ابي. لكنه في نفس الوقت احبطني حيث زرع بكلامه فينا الخوف و الحيرة اكثر من الاصرار و العزيمة. كنت اتمنى لو انه لم يظهر لنا و للعالم و للاعداء المتربصين على قوله هشاشة دولتنا لانها تدخل في صميم الامن القومي ولا يجب ان نظهر نقط الضعف في ركائز الدولة حتى لانعطي لاصحاب المشاريع الضيقة فرصة للانقضاض عليها.
 
و حتى تفهمون ما ارمي اليه وماذا عمل؟. الرئيس هادي هو قائدنا و نحن محاصرون في احدى الحصون و نأمل ان العدو يعود الى رشده او يمل فيتركنا و قد ضاق حالنا هذا ان كان يوجد عدو اصلاً. و حتى يصل العدو الى ذلك لابد ان تصله معلومات انه لدينا بئر داخل الحصن و لدينا مؤنةً تكفى الى مابعد الشتاء القارص حتى يملوا و ينفضوا. الرئيس هادي بطيبته و صل المعلومات بسبب الارتجالية انه في الحصن ضاق حالنا و قلة مؤنتنا و لم نعد نستحمل الا ايام معدودة. الغريب ان هادي حددها ب4 ايام. 
اكيد العدو بعده سوف يشتد ضراوةً و شراسةً هذا ان كان يوجد عدو اصلاً, لانه سوف يظن انه قرب من هدفه بشهادة الرئيس و نحن ارسلنا برسائل الاستنجاد بالحمام الزاجل و ليس بالايميل الى الخارج. اعلم و نعلم ان الرئيس هادي يواجه صعوبات بعد رحيل الرئيس السابق صالح و الذي سلمه الرئاسة بعد 33 عاما استطاع ان يحكم اليمن بجداره برغم جهله و برغم سلبياته و الذي لم يستطيع مع الاسف يبني دولة و لكن التتار كانوا لايقربون من عرينه لأنه لم يبدي لهم الخوف او الملل او قلة الحيلة بعكس هادي و الذي اورد ان القتل او الرصاص بجانب منزله. و زاد هادي من ارتجاله انه سوف يتخذ قرارات قبل ان ينتهي الاكو حق التلفونات و لم يفعل. 
 
و كما بدا رئيس الوزراء بدموعه في مجلس النواب من اجل إقرار الحصانة للرئيس صالح و انتهى مؤتمر الحوار بدموع الرئيس هادي من قلة الحيلة لم يبقى لنا كجنود للوطن الا ان ننتظر ان ننهزم من عدو هش هذا ان كان يوجد عدو ند للدولة اصلاً و لنا الاختيار على اى جنب نريد ان نموت من قبل المعركة. نقول للرئيس هادي صنعاء لم تسقط في السبعين برغم حصارها بسبب استبسال مجموعة صغيرة من ابناء تعز و هروب الحكومة وقتها فما بالك و فيها الان كل ابناء اليمن..!!!!
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي