للأحرار فقط

الثلاثاء ، ٠٧ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤١ مساءً

بقلم / ياسر المعلمي

هي كلمات كتبت  لله ثم للتاريخ عن رجل بحجم الوطن

بعيدا عن المناكفات الحزبية  المقيتة وبعيدا عن تصيد الأخطاء ومحاولة التشويه  لأجل التشويه  فقط وبعيدا عن الحملات الشعواء ذات الدفع المسبق  وتغليب النظرة الضيقة على المصلحة العامة

نقترب منه بإنصاف نقف على محطات من حياته ونقرا مواقفه بصدق وحياد

رجل يحكي لنا التاريخ عشقه للنضال والتضحية من اجل الوطن منذ نعومة أظفاره

رجل وقف ضد الظلم والاحتلال الأجنبي منذ أن كان في عقده الثاني من حياته

حبس وطرد  وشرد وابعد من اجل مبادئه الوطنية داخل الوطن وخارجه

كان محل إجماع وتوافق وطني وتم اختياره رئيسا لجنة الحوار الوطني ومن ثم رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية

وكان من اوئل من أعلنوا الهبة الشعبية  على الفساد والظلم والتوريث وقدم استقالته من الحزب الحاكم سابقا احتجاجا على ذلك

اتسمت مواقفه  وأفكاره  ورؤاه  بروح الثورة وانتهج النضال السلمي  حتى استلهم الشباب فتيل الثورة الشبابية السلمية فكان من رعاتها وروادها ومفكريها عبر المجلس الوطني لقوى الثورة

لم تنال السنين من همته ولا تتابع الأحداث والأيام من عزمه  فنفسه هي ذات النفس التي قال عنها الشاعر

والنفوس عندما تكون عظاما                   تعبت في مرادها الأجسام

ولان اليمن روح يسري في وجدانه اختلط بدمه ودمعه وكما تجرد لها في مقتبل عمره هاهو اليوم يوقف حياته لها ويعطيها كل ذاته لتحيا بذاتها حرة كريمة

تم اختياره بتوافق  الكل  ليرأس حكومة الوفاق وكان قدره أن يكون هو الصدر الرحب الذي يأوي إليه الجميع في النوائب والشدائد وان يكون هو القلب الذي يتسع للوطن ولكل أبناء الوطن

فتقدم حين تأخر الآخرون وقبل حين رفض الرافضون  ضحى بمصالحة وصفاء حياته حين توارى الجمع وولوا الدبر وكان بإمكانه أن يعتزل الناس ويعيش أميرا  باقي حياته  مع أهله وسرته في أي بلد بعيدا عن الهم والمسؤلية  لكنه وهو رجل المهمات الصعبة لم يحجم ولم يتردد كان الشاعر ينظر إليه وهو يقول

وان قيل من الفتى خلت إنني           عنيت فلم أحجم ولم أتردد

لبى نداء الوطن والواجب وتقدم المرحلة رغم معرفته بخطورتها

كيف لا وهو من عشق العمل الوطني من أيامه الأولى وتشرب فنه من اجل الوطن

وتقلد على عاتقه قيادة حكومة الوفاق فكان مثالا للنزاهة ولا غرابة في ذلك فهو ثالث  ثلاثة عرفت اليمن صدقهم ونزاهتهم ونضالهم وهم  بالإضافة  إليه  الراحل فرج بن غانم والراحل المناضل فيصل بن شملان

هاهو اليوم الأستاذ المناضل محمد سالم  باسندوه رئيس وزراء حكومة الوفاق يسكن في بيته الخاص بل ويتحمل جميع التكاليف  اليومية والشهرية من حسابه الخاص  في حين أن بعض السابقين قاموا بتأجير مساكنهم  .وسكنوا في البيت المخصص لرئيس الوزراء والذي يسكنه  حاليا ابن رئيس وزراء النظام السابق ويتشبث به

رئيس وزرائنا اليوم يدفع  فواتير الماء والكهربا  من مستحقاته الشخصية  وكذلك قيمة الديزل  على الرغم أن من سبقوه كانوا يسكنون في السكن الحكومي وهو مغطى بالكامل من ميزانية الدولة( ماء وكهرباء ووقود وضيافة) بالإضافة إلى ذلك لو كان ساكن في السكن الحكومي كان بإمكانه إن يؤجر منزله الشخصي الذي يسكن فيه بمبلغ لا يقل عن عشره ألف دولار وكذلك لم يعين أي من أبناءه  أو يتوسط لأحد منهم  فأبناءه وعائلته يذهبوا لإعمالهم  بتاكسي أجرة  دون مرافقين أو سيارة خاصة بالإضافة إلى أنهم  يدرسون على حسابه الشخصي ولم يطلب  لأي منهم منحة دراسية على حساب الدولة لا سابقا ولا لاحقا

 

بل وقلص النثريات  إلى اثنين مليون ريال  شهريا ولم تصرف كاملة بل وأكثرها مساعدات  بينما كانت في الحكومات السابقة تصل إلى ثمانية ملايين  معلنه وتتجاوز الرقم بكثير غير معلنه

وهاهو اليوم يستقل سيارة  شفر موديل قديم  دفع ثلاثة مليون ريال جمارك لها من مستحقاته الشخصية  كما ارسلة له سيارة من رئاسة الجهورية وقد سبق أن صرح بأنه سوف يعيدها للرئاسة فور خروجه من منصبه ولم يقبل أن يأخذ من رئاسة الوزراء أي سيارة في حين كان رؤساء الحكومات السابقة لايقبلون بغير موكب من السيارات  مختلف ألوانها وأنواعها من رئاسة الوزراء وليس مستغرب منه ذلك  فهو نفسه من كان لديه سيارة مرسيدس موديل 1993م منحت له إثناء تولية وزيرا للخارجية وتم تسليمها رسميا لوزارة المالية

ويسافر على حسابه الشخصي ويستقل الدرجة الأولى وباقي أفراد عائلته في الدرجة العادية بينما يسافر بعض المسئولين وأهلهم وأقربائهم على الدرجة الأولى ومن خزينة الدولة

يشهد له التاريخ وقفته التي لاتنسى في مجلس الشعب ودموع الغيرة والحب والخشية والأمل ذرفها لأجل الوطن وما أقدسها من دموع تذرف من اجل الوطن خيرا من تذرف على الوطن

إنصافا لهذا الهامة الوطنية وهذا الرجل السبعيني الذي تحدى كل عوامل الكهولة بعزيمة وإصرار الشباب  فكان  رئيسا لحكومة أتى نصفها من رحم ثورة الشباب وهاهم الشباب معه ومن حوله يباركون مسيرته ولا يلتفتون إلى أولئك الذين هرمت نفوسهم وهزمت أرواحهم وعزائمهم فلا ينظرون إلا بقدر ما يكسبون من عطاء

ويصبح الوطن آخر ما يفكرون فيه ويعملون من اجله تدفعهم المصلحة الضيقة والحزب المتهالك وفراغ العقل والنفس لينالوا من حكماء اليمن وأرباب النضال

عجبا منهم أولئك الذين لازالت مخلفات 33عاما من الفساد في عقولهم وقلوبهم فلا يستوعبون  مثل هذه النماذج التاريخية المشرقة من النزاهة والشفافية والروح التي تتلاشى في حب الوطن ووحدته وأهله

عجبا من أولئك الذين يريدون أن يكون رئيس الوزراء نسخة من سابقيه يتمرغ في وحل الفساد والصفقات المشبوهة ليطمئنوا على مصالحهم و مستقبلهم الذي انتعش في هذا الجو الممرغ  بنهب أموال الشعب وكرامته وقوت يومه  وهو الجو الذي  تنمو فيه  هذه الفيروسات العفنة التي تنخر في استقرار الوطن ووحدته وتقلق امن ابنائة وتشوه  مسيرة رموزه ومناضليه

عجبا لتلك النفوس الخربة يتجنوا على رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوه هل يريدوا ان يكون  فاسدا لكي يمتدحوه ويدافعوا عنه هل يضيرهم نزاهة هذا الرجل

أقلامهم مقبوحة ونواياهم مفضوحة

يريدوا أن ينالوا من الهامات والقامات الوطنية  مرة بالقدح ومرة بالتعريض لأهله وأسرته ومرة بمحاولة صريحة  لاغتياله  فإذا تحقق لهم ذلك تمكنوا إذن من تشويه  الثورة الشبابية السلمية وجر الوطن إلى دهاليز الضياع والتيه وأنا  لهم ذلك فاليمن محفوظ بعين الله وقدره وبجهد أبناءه المخلصين فا لقافلة تسير ولا تأبه بمن ينبح خلفها  وما ضر بحرا زاخرا إن رمى فيه غلاما بحجر.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي