إمام المذهب الصاعد على تخوم صنعاء!!

مصطفى راجح
الثلاثاء ، ٣١ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٥٩ مساءً
هل ينجح الحوثي في "تَجْبِيرٍ" الضلع الثالث للإمامة.. "عضلاتها": قبائل الهضبة العليا!!؛ وإعادته لمهمته التاريخية!! 
 
يقترب إمام الزمان الحوثي من إكمال الضلع الثالث في مثلث الإمامة الزيدية بأضلاعه الثلاثة: المذهب، أصحاب المذهب "عقله وفقهاؤه وإمامه"، والعضلات: قبائل الهضبة العليا. 
 
الضلع الأول المذهب: وقد استعاده التيار الحوثي الصاعد قادماً من الأطراف المهمشة وسحبه من صف الفقهاء الشائخ في العاصمة، ولم يعد لهم قيمة لا في متنه ولا هوامشه؛ وهذا يعني وحدة المرجعية الفقهية والسياسية في قيادة الحوثي وعدم وجود أي منازعة له في شقيها الفقهي والسياسي. 
الضلع الثاني: عقل المذهب وأئمته وقيادته؛ وقد سحبها الحوثي من الفئة الماكرة في صنعاء وأصبحت هذه الأخيرة بقضاتها وأسرها الهاشمية السياسية ودكاترتها ومثقفيها, مفردات في سياق المسار, الذي يحدده الإمام الشاب، بيديه السبختين، وميليشياته المسلحة، ومضخة إمكانيات بلا حدود تتدفق من طهران. 
 
الضلع الثالث ـ قبائل الهضبة كعضلات تاريخية: وقد قطع الإمام الجديد شوطاً لا بأس به؛ إذ يمسك بصعدة ويمضي قدماً في تطهيرها من كل مخالف لمذهبه وسلطته الوحيدة هناك؛ فيما يقترب من العاصمة مموهاً معركته بعنوان "خصومه" بيت الأحمر في حاشد، و"السلفيين في دماج وكتاف" لحشر كل التحديات المحتملة في زاوية ضيقة, بعيداً عن استثارة الوطنية اليمنية والإرث التاريخي للصراع بأبعاده الواسعة, وتخدمه كل المعطيات القائمة من حالة انعدام الوزن السائدة في عموم اليمن إلى هشاشة السلطة الانتقالية وعجزها، وغموض موقفها من "مصير اليمن"؛ إلى مسايرة الأطراف الخارجية "السعودية وأميركا" لطموحاته بدافع من حساباتها الخاصة المتعلقة بتقرير اليمن وتحديد وضعية معينة للجنوب تؤدي إلى "استقلال" حضرموت وربطها بالمملكة السعودية بشكل مباشر أو غير مباشر.. وهو الوضع الذي يمثّل جزءا من الشرق الأوسط الجديد لتفتيت الدول إلى دويلات؛ ولا بأس هنا من إعادة الشمال أو هضبته العليا إلى عهدة الأئمة. 
 
هكذا تبدو المعطيات هذا الصباح مع ارتفاع رايات النصر الحوثية في كتاف.. مع بقاء كل الاحتمالات مفتوحة، إذ أن الحديث يدور هنا حول نظام ديناميكي "مجتمع متحرك" تؤثر في حالته ـ التي نتكلم عنها ـ مؤثرات عديدة ومتشعبة وقابلة لقلب التوقعات رأساً على عقب.. 
 
*** 
 
لوازم "جرائم" تأجيج الجنوب 
 
ما هي أوجه الشبه بين قتل بن حبريش في حضرموت وإطلاق القذيفة على خيمة العزاء في الضالع؟؟!! 
 
كلاهما جريمة شنيعة، هذا أمر مفروغ منه وبديهي. 
 
وجه الدلالة أن كليهما "الجريمتين" يبرز كواقعة تشبه "منكش" الدافور "القديم.. تنكشه ليتأجج بالنار ويلتهب. 
 
في حضرموت كانت التداعيات "الهبة الحضرمية" لقبائل حضرموت والحراك. 
 
وفي الضالع تتداعى الأحداث نحو تصعيد هدف رحيل معسكرات الجيش من مدن الجنوب؛ وربما الجنوب عموماً.
 
وقد بدأت مواجهات تصعيدية مسلحة اليوم.. والحملات الإعلامية كانت أمس واسعة ومنظمة وخصوصاً في وسائل إعلام " حزب الاصلاح " التي اقتصرت على غريم شخصي "ضبعان" ووسائل إعلام الحراك وفك الارتباط لاستثمار الجريمة القذرة في رفع منسوب التعبئة والحشد للمشروع الفك ارتباطي، والتركيز على رحيل المعسكرات. 
 
هنا أيضاً نتساءل: هل توفير هذه الجرائم لتأجيج المزاج الشعبي في الجنوب يتم بـ "الصدفة" أم أنه مدروس بدقة فائقة؟؟!! 
 
- تساؤل: قبل أيام هاجمت مجموعات مسلحة تتبع أحد فصائل الحراك, مقر محافظة الضالع وقتل أربعة جنود ومواطن عابر ومن دون أن يقتل أحد من المهاجمين؟؟ 
 
لماذا توارت هنا وحشية ضبعان واللواء خمسة وثلاثون؛ مع أنهم لو قتلوا المهاجمين لكان ذلك مبرراً بالدفاع عن منشآت عامة أمام هجوم مسلح؟. 
 
ولماذا يوجه وحشيته باتجاه عزاء ولم يوجهها باتجاه المهاجمين؟. 
 
أسئلة تبحث عن إجابة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي