الضبع المسعور ودراما الهنود الحمر ..!!

نبيلة الوليدي
الأحد ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
في عهد ما قبل ثورة 11فبراير كنا نشكوا من سياحة الفاسدين في مراكز القوة ..!
كان ما يحدث حينها محيرا , بدوا وكأنهم يكافئون المجرم على جرائمه بمنحه مساحات أكبر للتوسع في ممارسة الإجرام , بطرق شتى , وببقاع 
عدة !!
واليوم هاهو الضبع المسعور , الذي ما تزال أنيابه تقطر من دماء الثوار السلميين في الحالمة تعز , يظهر في الضالع بوجه أشد قبحا وبمخالب أفتك سما ..!
سالت الدماء البريئة من مجلس العزاء في أرض الجنوب , الذي يستميت ليجد له بقعة أمان في عالم المصالح البغيض ,وتسلط قيم المادة , وهيمنة القطب الواحد الهمجي ..!
والمفارقة المخزية , المبكية هو ما تتناقله وسائل الإعلام الرسمية من أحوال رئيس الجمهورية المنشغل بتوزيع الجوائز ..!
يبدو أن خط النت مقطوع عن دار منزل الرئيس , ويبدو أن جواله انتهى شحنه , وواضح تماما أنه غائب , أو مغيب عن متابعة الحدث الذي انفطر لهول فظائعه قلوب المشاهدين في طول الوطن وعرضه !
وأما العالم القبيح , بوسائل إعلامه الكاذبة , ودبلوماسيته المداهنة فلم يتطرق لذكر الحادث , فضلا عن شجبه !
جنوب اليمن يحترق ببطء منذ عقود ..في البدء لم تعلوا مطالبه لفوق سقف رد الحقوق , لكنه لم يجد أذنا مصغية , ولا مروءة وفية , ولا ذمة ملبية..!
صاح وانتحب , وتشظت روحه استجداء لضمائر من لا يرقبون في مؤمن , ولا أخ إلا ولا ذمة ..!
ومرت سنوات كئيبة , عاشها في متاهات التغييب , والتصفيات الجسدية ..!
واليوم جاء دور حرب الإبادة ..!
هاهو الفرمان العالمي الصامت , يصدر في الخفاء ؛ ليقتل نصف اليمن, بعدما قرر تشظيتها ..!
ما هو ذنب شعب الجنوب الأبي ؛ ليذبح من الوريد للوريد, بدم بارد ؟!
هل جريمته أنه صدق بأن ثمة إرادة مستقلة لبلده العريق ,وأن بمقدوره بناء دولة عظمى باتحاده مع نصفه المتسلط عليه عصابة لصوص , ومرتزقة , وشذاذ أفاق ..؟!
كفوا شروركم , وضباعكم عن أبناء الجنوب , لن يمكنكم تنفيذ سيناريو " الهنود الحمر " هناك , فهم ليسوا قلة ؛ بل إن كل رجل منهم بألف , ولهم عزم يفل الحديد !
لكل من تسول له نفسه قهر هذا الشعب نقول :
كسر الجنوب محال ,لأن الأوطان تقاس شوكتها بعرامة نفوس أبنائها , لا بعددهم , وتعلوا مكانتها بعلو همة شعوبها ..!
وإن الجنوبي يرضع من لبان أمه الوطنية ممزوجة بعرق نضال أبيه , ومعتقة بعزم أجداده , ونبل تاريخه , فأنى لكم كسر هذا.. ؟!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي