عام 2014 يعتذر لكل أهل اليمن

د.ناصر الأسد
السبت ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:١٠ مساءً
 
وصل أو سيصل عام 2014 وكأني به يخاطب اليمن وأهل اليمن وكأني به ينادي بأعلى الصوت ينادي ويعتذر وهو طريقه الى اليمن وكل العالم وكأني به يقول :
 
اعذروني يا أهل اليمن سأدخل عليكم رغماً عني فأنا الزمان ولا يمكن لأحد أن يوقفني أو يقف في مساري .
 
أعذروني فأنا بكي لأجلكم سأدخل على غيركم من بلاد العالم وأنا سعيد كونهم يتفهموا موقفي والحداثة في عهدي وأنتم لم تفكروا في ذلك ولم أشعر حتى بمحاولات بسيطة منكم .
 
أعذروني يا أهل اليمن سأدخل عليكم وأنا غريب عنكم ليس لي أصدقاء يتفهمون موقفي ويعرفون حجمي وما وصلت اليه من التطور والحداثة والنماء .
 
أعتذر وللمرة الرابعة فأنا لم أجد عبارات في خططكم القادمة مفادها تغليب المصلحة العامة لبلدكم على حساب خططكم الحزبية والمناطقية والشخصية وفتح باب الرحمة والمودة والوحدة الحقيقة بين أبناءكم .
 
لا أملك إلا مواصلة الإعتذار كوني سأدخل عليكم وأنتم بلا أمن ولا أمان ولا استقرار وصدقوني لن تستطيعوا مجاراتي والإستفادة مني دون أن تحققوا الأمان لي والإستقرار لمشاريعكم  .
 
ومحاولة مني لترك بصمة في بلادكم سأواصل الإعتذار فأنا رأيت في غير بلادكم من وصل إلى بناء المدن الذكية ووصل إلى الطاقة النووية وتقديم الخدمات الحكومية عن طريق الأجهزة الرقمية والذكية وأنتم لا زلتم تستخدمون الدفاتر الورقية بل أن هناك من توقف عن طلب هذة الخدمات لضعف حالته المادية ولايمكن أن تستفيد من ذلك إلا بقوة ماتدفع وسيل جرار من رشوة تستمر وتمنع .
 
جئتكم بكل شوق ومحبة  بنظريات جديدة وعلم وحداثة ومعرفة وأفكار رائدة وتميز في كافة مجالات الحياة لكن لن أستطيع أن أقدم كل ذلك وأنا أرى الجميع لازال يبحث عن لقمة العيش وقطرات من الماء يسد بها رمقه .
 
جئتكم لأنير خططكم وأشرق بها دوائركم ووزاراتكم ومدارسكم وجامعاتكم بحداثتي وجديدي إلا أني تفاجأت أنكم تطلبون إشراق من نوع قديم  إنها إشراقة ونور الكهرباء وهي تحصيل حاصل في أكثر دول العالم تبحثون عنها لتنير بها بيوتكم قبل عقولكم .
 
أعذروني وكل محبة لكم وجدت حداثة في بعض مدنكم ولكنها حصرية على البعض منكم وأنا لا أحب العطاء إلا لجميعكم فالكل يستحق ذلك والكل لابد أن يجاري ماوصلت اليه والدليل الاف الشباب بينكم هم للحداثة عنوان وللنجاح سلوان فقط لو شعرتم بهم واستفدتهم منهم .
 
أعذروني وأنا أرى الاف من شعبكم في أغلب دول العالم وهم للتميز عنوان وجدت مفكرين ومخترعين ومبدعين فعرفت أن الأصالة منكم وفيكم فقط يتفهم ذلك قياداتكم .
 
أعذروني أهل اليمن كنت أتمنى أن أدخل دون أن أرى قطرة دم واحدة ولكن وجدت بحار ممزوجة بخلافاتكم ونعراتكم وأملي أن تغيروا سياستكم وتنشغلوا في بناء بلدكم .
 
المعذرة منكم فأنا عرفت بطرقي الخاصة أن هناك من يتربص بكم وببلدكم لكن هيهات لكم السعادة والنجاح دون الدفاع عن أنفسكم بسلاح وسواعد أبناء وشباب بلدكم وقوة عقول كوادركم
 
ما أروع هذه البلد لو كان فيها قيادات ينتشلونها من أزقة وحارات الفساد السياسي الذي أكل الأخضر واليابس ولم يفرق بين فرحان وعابس .
 
ما أروع بلدي اليمن وهي تغني للقادم والمستقبل وتنتظر انتهاء عهد من الظلم والإستبداد في عصر لا بقاء فيه إلا للأقوى وفي شتى المجالات .
 
ما أروع بلدي لو استبدلت ملايين قطع السلاح من البندقية وغيرها إلا استخدام العقل والمنطق والمحبة والوئام والحلم والعلم والتحدي والإبتعاد عن المصادمة والصدام الأمل فينا الشباب الأمل يظل عايش في قلوبنا وعقولنا حتى نرى إشراقة يمن الإيمان والحكمة يبزغ من جديد .
 
اليمن لابد أن تظهر وتكون قوية مهما كانت الظروف مهما حاربها الأعداء رغم اختلاف الأشقاء وتنافس الساسة ستنجح ستكون من أقوى الدول  متى ماقررنا نحن ذلك لانتوقع أن ننجح تحت إدارة الجيران أو تحت إدارة المجتمع الدولي لابد أن يكون عام 2014 عام فاصل وعلامة فارقة لنثبت للعالم أننا أهل لأن ندير دولتنا وندير مواردنا ونزرع المحبة فيما بيننا أكيد نحن لها وقدها
 
*كاتب وناشط اجتماعي
الحجر الصحفي في زمن الحوثي