المضي ببطء نحو الغضب

كتب
الثلاثاء ، ١٠ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:٣٦ صباحاً
بقلم / صقر عبد الله ابوحسن*
بقلم / صقر عبد الله ابوحسن*
عندما يبدا الجدل حول اجندة "الحوار"بين الاقطاب المتعددة في اليمن, يشعر الناس بالقلق, فكل الاطراف يستندان إلىترسانة من النفوذ والمال والخُطب, ويأتي على رأس تلك الخطابات: الثورة, والقضيةالمثير للجدل دائماً: القضية الجنوبية, لترافقها قضايا ايضاً هامة. وحدها الساحات, سيكون على الجميع التعامل معها,بحذر, وكثير من التعمق في التفاصيل الكبيرة والصغيرة التي افرزتها الحالةالثورية, ومستقبل الساحات؟ يظل سؤلاً يعجز الجميع عن الإجابة عنه بقطعية مقنعة,ومهما كان الأمر تالياً فإنه سيكون جديداً للمواطن العادي, والمرابطين معاً. بمجرد إطلاق العنانللأمل, ان "الثورة صنعت التغيير الحقيقي", سيكون علينا جمع ادواتناالصغيرة وتوضيب خيامنا وتنظيف شوارع المدن, لنصنع نضال جديد في مكان اخر, بعد عامونيف من تشكيل واقع جديد للبلد, بالاستناد إلى ذلك فقط نكون سربنا مجددا ملامحالمجهول الى اجيالنا, فهناك الكثير ما زالنا لم نستكمل بناءه بعد.. اجزم انهالانسان اليمني العادي, الذي تحمل تكاليف المرحلة, منفرداً. الاطراف السياسية هنا, رفعتمن رأسمالها بثقته المواطن بهما وبوجودهما كشيء جديد في الحياة اليومية, إطرافتتحدث عن المستقبل وهي تعلم يقيناً أنها تمارس تلقين الخوف, رأسمال سياسي, لكنهمجميعاً يعتزمون ألان إنفاقه ببذخ عجيب, ومنقطع النظر, دون أن يتركوا اثر جديد فيقلوب الناس. والمفارقة تكمن في أنالشارع انزلق إلى مشاكلة, ويطالب بحلها, ولم يعد يهتم كثيراً بشان السياسيةواربابها, وما يعلنه التلفزيون التاسعة مساءً, وكمثل : طغت قضية ارتفاع تعرفة "المشتقات النفطية", على عصيان ضباطكبار قرارات جمهورية اصدرها الرئيس الجديد جداً" عبدربه منصور هادي", ولعله محل أمل, لكنهبداء يتضاءل, بوجود طرفي يرسمون الواقع بلون ابيض واسود, دون أن يتركوه يشاهدالواقع بالألوان الطبيعية, وينظر من زجاج نافذته سيارته المصفحة, من يصطفون لشرحمظاليمهم, امام الوزرات المؤسسات وما اكثرها اليوم. في المقابل تماماً, وانكان في زاوية ثابته, يسعى حميد الأحمر إلى تخطى الحدود المعتادة على أصعدة مختلفة,أهمها انه يمتع بنفوذ أسطوري وسط المعارضة, قليل من القبول بين الثوار, هذا من دونالالتفات إلى انه رجل سياسية وأحد ورثة "زعامة قبيلة حاشد" ويعد أثرىرجال المعارضة, وتاجر ذو نكهة مختلفة, معذلك ليس حليفاً جيداً للشارع, وليس من الوارد أن يتزعم موجة التغيير حتى النهاية,والى أي حد يستطيع الرجل دفع المعارضة الى الامام؟ سؤال ننتظر الإجابة عنه منالقادم. وفي خضم الغضب المتراكم ,من استمرار الوضع البائس للمواطن, وبحماس ثوري لم ينطفئ بعد, قد يتجاوز شريكيالحكم الان "المؤتمر والمشترك" معاً, ليعبر الشارع عن غضبه بمفهومهاليمني, فهو يمضي ببطء نحو الغضب دون أن يقودهاحد, ودون أو يوقفه وعود مسئول حكومي, أو احاديث رجل عسكري. *كاتب وصحفي [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي