عشرين سنة من خطاب الكراهية

مصطفى ناجي
الخميس ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٠٤ مساءً
عشرين سنة من خطاب الكراهية والتحريض والتحريض المضاد. 
عشرين سنة من النكات والنوادر ضد الدحابشة كانت كفيلة بتغذية هذا العنف. 
 
كنا نستمع ببلاهة الى نكات من حضرموت وعدن وكل مناطق الجنوب بحق (الدحابشة) كرد على فعلة حرب 94. 
لكننا كنا نتكىء على أريكة هشة من التسويات التي أدارها صالح ولم نبحث عن العدالة او عن جبر ضرر او تقويم الأخوة والود. 
بعضنا كان يرد كل تلك النكات في أعماقه بأنهم - الجنوبيين - ضعفاء لا يستطيعون غير الكلام. 
كنت قد شعرت بقرف لا حدود له عام 2007 عندما منع بن شملان والمشترك من إقامة فعالية في الضالع ولم يترك له الطائشون حق الحديث على المنصة. شعرت بغثيان زاد من حدته تشفى صحف السلطة حينها من انكسار المعارضة حينها بينما كان الوطن ينكسر. 
 
قبل أشهر نشر مروان الغفوري رسالة من فتاة حضرمية تشير فيها الى واقع كهذا. حذرت من تعظيم العداء والكراهية. 
الكراهية والعنف كما يقول فوكو هي حلقات. اليوم على شماليين مستضعفين وأمس على جنوبيين مستضعفين وغدا بين شمالي وشمالي - أظنها بدأت منذ وقت - وبين جنوبي وجنوبي. 
الجميع كان يركن الى أساطير واوهام حول شخصية اليمني عموما او الجنوبي المتمدن او الحضرمي الوديع الذكي اللاعنيف. 
كلها أوهام وصور زائفة. وحدها ثورة 2011 استطاعت ان تكشف الحقيقة. كشفت البشاعة والعنف والخبث والأمراض المستترة. لم تقدم الى الان حلولا لكنها عرت كل شيء. 
فضحتنا وفضحت قدرة المجتمع على التواطؤ والعمالة والاستكانة والتدين الدعي والحزبية الجوفاء والبطل المغوار الفاشل والوطن الميك اب. 
 
ها نحن نجني ثمار المداهنة وقصر النظر والالتفاف على الحقوق.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي