رسالة إلى الجنوب

أحمد غراب
الاربعاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٣٨ مساءً
إليك إنساناً وجنوباً.. 
إليك مرة ومرتين وثلاث.. 
ربما عشنا الوحدة بذات الزيف الذي عشنا به الثورة عاطفة ومأثورات وصراعات وفتاوى لم يحدث أبداً أن عشناها واقعاً وسلوكاً وإحساساً صادقاً. 
لست هنا لإشعال الحنين إلى الوحدة ولا لإضرام الرغبة في الانفصال. 
كم نحتاج من الإيمان لكي نتجاوز بحور الكراهية التي لم نكن يوماً سبباً فيها؟. 
عكس ما تريد نريد أن تستمر في الوحدة ولو على سبيل فرصة أخرى لاختبار الوحدة الحقيقية!. 
هل حقاً نستطيع أن نعيش معاً تجربة الوحدة عن صدق بلا نهب ولا تمييز ولا ألفاظ عنصرية، ولا تعميم خاطئ؟! 
كيف نفتح صفحة جديدة والمفسدون لم يتركوا صفحة نظيفة واحدة، ونحن نملك من الكراهية أضعاف ما نملكه من التسامح؟! 
هل بإمكاننا أن نزرع حباً وأخوة في حقول ملغمة بالماضي؟ 
كيف يمكن أن أناديك “أخي” وأنا في عينك وقلبك “محتل”، لمجرد أني شمالي حتى لو لم أنهب أرضك، ولم أشارك في حرب ضدك، من نهبك نهبني ومن احتل أرضك احتل ارضي؟. 
لا أملك من القوة ما أرد به حقوقي فكيف لي أن أنصفك وأرد حقوقك وفاقد الشيء لا يعطيه. 
أتساءل مثلك تماماً: ما قيمة اعتذار يأتي في ساعة متأخرة من القهر والظلم والخراب والدمار؟. 
وأهتف فيهم كما تهتف: اعتذروا أو لا تعتذروا قد نهبتم وبسطتم من قبل وخربتم ودمرتم من بعد؟ 
وماذا يعني الاعتذار بلا رد الحقوق والمضي في المماطلة. 
ليس ثمة هدنة مع الظلم، وفي المقابل ليس ثمة طريق إلى العدل بالظلم فالغاية لا يمكن أن تبرر الوسيلة، والذي يتمرد على ظالمه بظلم الأبرياء ليس سوى نسخة من ظالمه. 
نحتاج إلى الكثير من الوعي لكي نتبسم في وجوه بعضنا ويحترم كل منا قرار الآخر أياً كان. 
نحتاج إلى الكثير من الإحساس لكي لا نعطي الفرصة لإبليس للتحريش بيننا. 
نحتاج إلى الكثير من الحرية لكي يحترم كل منا رغبة الآخر دون سباب أو شتائم ودون تجريح وتعميم. 
ربما كلانا عاجزان نهرب من مواجهة الكبار لنواجه بعضنا. 
كلانا ضحايا للتمييز والعنصرية، وكلانا نمارس التمييز قولاً وفعلاً ضد بعضنا. 
كم يلزمنا من الإيمان لكي نبدأ بداية جديدة، ومن التحدي لكي نقاوم، ومن أخلاق الفرسان لكي نراعي مشاعر بعضنا، ومن القوة لإنصاف الجنوب والشمال معاً. 
حسبنا الله ونعم الوكيل..
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين
الحجر الصحفي في زمن الحوثي