فضفضة ثائرة(6)

سميه الغيلي
الاثنين ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً

 

يا هادي، الحيوانات في حزيز تصوملت، لو تأكلها ضباع العرضي ـ ولو أحياء يكونوا أشهى ـ تكون شبعتها وكسبت فيها أجر، وأنت اتقنبع على الكرسي بالراحة.. وبعدها بلغني لو أحد تجرأ ودق مسمار في كرسيك.. وهذه معادلة ثلاثية متوازنة..
يا هادي، خذها مني نصيحة، إذا ما تقلم مخالب القطط، بكره تخدشك وتنهشك والمصيبة إنها قد بدأت تنهش فينا قبلك.
يا هادي، حتى الجاهل يعرف إن ضباع الخارج والداخل تكالبت عليك؛ لكنك قادر على قلب الطاولة على النصف حتى منهم..
يا هادي، حط أسوارا على بيوتنا، نكن لك أستارا.. ولا تخذلنا فنخذلك.. وإذا ما تشتحط يشحطوك.
يا هادي، إذا ما تعجل بتقديم الجناة إلى العدالة، بكره بيقدموك قربانا لظلمهم..
يا هادي، كل جريمة صغيرة وكبيرة فأنت متهم فيها، ومن عندك إلى عند أصغر موظف سياسي متهمين إلى أن تتخذ العدالة مجراها.. والساكت عن الجرم كفاعله.
ياهادي، أعمتنا الحقيقة، وتقلبنا بين القيل والقال، كل واحد يبرر الذي فوقه، و يرجم التهمة على الثاني.. متناسي إن مجرد الإتهام من غير دليل تجعله جاني..
يا هادي لا تشتكي بعد اليوم، مدد يديك ورجليك بشرط مدد لنا لا داخل بيوتنا الأمان..
يا هادي معي أحلام أدناها لاتوازيه مكانتك.. ولي أمل أن أعيش يوما إضافيا لتحقيقها وأحصدها سنابل تعم اليمن بالخير، والآجال بيد الله؛ لكن لو نزلت علي فاجعة بسبب إهمالك، فأنت وشلة حسب الله تبعك غرمائي أمام الله..
يا هادي الله يهديك لإحقاق الحق والعدالة، أو يهدّك أنت والقوارير المركوزة جنبك مثلما هدّيت منا النوم ـ آخر مأمن لنا ـ وخليته يهجرنا، خائف يبغتنا الوحش في حضرته وما يقدر يحمينا... 
عذراً رسول الله نيشانك "أرق قلوبا، وألين أفئدة" لا نستحقه بعد أن لوثنا إنسانيتنا بالعار.. فكذلك كان أسلافنا، ومن بعدهم كنا نحن نطعن بتكبيراتنا الإسلام.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي