لكي لا نهرول نحو الهاوية

كتب
الثلاثاء ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:١٦ مساءً

 

هذه الأيام سترون الكثير من المُضحكات، سترون الكشف عن خطط اغتيالات يقولون: إنها مسرّبة من سفارات عمتي عيشة، في السلفادور مثلاً لكي تأخذ طابع المعلومة بدلاً عن الشائعة والحديث عن قوائم اغتيالات واستهداف عبدالسميع اللميع وعبدالصبور المكين وكشف اجتماع السيد يهود باراك مع فلان وفلان والحزب الفلاني وكل قوى الثورة «اللي مش عاجبهم» ويرون أنهم عقبة في طريقهم التدميرية...

 المهم سترون الكثير من لعب العيال بس بدون خبرة ومثل التي (تلبس قميص اُمِهْ)..صفحات تتقمّص دور رجل المخابرات وتتحدث عن اكتشاف أوراق واجتماعات ومؤامرات كلّها في المُجمل تخدم قوة النظام السابق وحلفاءها وتجميل صورتهم كضحايا وتجرّم قوى الثورة بخيالات ينقصها الذكاء والخبرة لتبدو مكشوفة تشبه أفلام الخيال الكرتوني.. ليس هذا المهم، المهم هو ارتفاع نبرة الهستيريا والتخبُّط الذي يكشف تخبُّط الغريق الذي ممكن أن يجرّ معه من استطاع لغرقه ولو كانت البلاد كلّها...

 نحن نعلم كيف توسّعت الاغتيالات قبل حرب 94م كوسيلة للسيطرة على الحكم وتصفية الخصوم الذين بلغوا في فترة وجيزة العشرات، كان معظمهم من كوادر الحزب الاشتراكي الذي كان يمثّل الشريك والعقبة لتأسيس دولة الأسرة حينها.. لعبة الاغتيالات أصبحت اليوم وسيلة صعبة تعود على رأس صاحبها، لكنهم أيضاً يحاولون استثمارها ليس لتصفية الشخصيات الوطنية فحسب بل لضرب القوى وإثارة الحرب الأهلية التي عجزوا عن إشعالها طيلة الفترة الماضية بسبب تماسك المجتمع ووعي القوى الوطنية حتى تلك المختلفة ولأن الحقائق تكشفهم سريعاً فقد لجأوا إلى الشائعات التي لامصدر لها أوصفحات مجهولة على صفحات التواصل الاجتماعي باسم فلان أوفلانة، إضافة إلى إطلاق بعض صبية السياسة ومغامريها (المغفّلين) الذين دخلوا في خصام مع أنفسهم لأنهم لم يصعدوا زعماء في يوم وليلة وكانوا يحسبون إن الثورة ستصنع منهم (غاندي) أو (مانديلا) مع أنهم لا يرتقون الى مستوى (بقرة) غاندي ولا (قطة) مانديلا... ضحالة في كل شيء..

هؤلاء أوعز لهم ليتصدّروا توزيع الاتهامات وتوجيهها عند مقتل فلان أو اختطاف فلان باعتبارهم مجانين رُفع القلم عنهم، ثم تؤخذ أقوالهم كأساس للشائعة ومصدر تتولاه أجهزة إعلام وصحف توزّع التُهم في كل المجالات وتعمل من نفسها الخصم والحكم.. لابد أن تتكاتف الجهود للتوعية وكشف المؤامرة والقتلة وقطع الطريق عن دابر الفتنة حماية للوطن وصوناً للدماء وحتى لا يدفع السفهاء والخبلان كل الناس إلى الهرولة نحو الهاوية مجبرين. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي