في حكاية العبور

كتب
الجمعة ، ١٥ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٠٦ صباحاً



بينما كان االاف الشباب اليمنيين يعبرون الحدود السعودية اليمنية ووجوههم صوب بحر العرب وخلف ظهورهم بحيرات النفط باهلها وحكامها وناهبيها بعد ان ان اضطرتهم قوانين الصلف والاجحاف على مغادرة اعمالهم وقطع ارزاقهم ، كان ثمة عابر من نوع اخر ،

عابر لا يشبه اي عابر اخر ، لم تحركه رغبة البحث عن رزق او تكوين ثروة او للحصول على لقمة عيش ، عابر وضع اقدامه على ذات الطريق الذي يمر منه المرحلون والمطرودون ، تلك الطريق بالنسبة لهذا العابر كانت كناية عن استرداد القيمة الضائعة والعاطفة المهدرة والحب المذبوح قربانا لاضطهاد عائلي ، ونظرة تفوق طبعت بشرا بطباع الامتلاء والشعور بالتفوق والاصطفاء لينسوا ان الانسان هو انسان اولا واخيرا ، كائن من لحم وعظم وعقل وعاطفة .

ذلك العابر ، الذي وجه وجهه شطر بلد طالما عرفت بكونها بيئة تهجر البشر منذ فجر التاريخ ، لم يكن سوى "هدى " الفتاة السعودية التي اجهض ذووها حلمها بالارتباط بالشاب اليمني عرفات ، اراد عرفات ان يكمل ما بقي من سنين عمره رفقة "هدى" وفقا للشرع والعادات والتقاليد ، بيد ان الاضطهاد الابوي الاعمى قال كلمته القاطعة بأن " لا" .

ولأن الحب في قلب "هدى" صادق كسحائب الصيف ، فقد اجتازت حدود التقاليد الذكورية المتعجرفة ، وحدود السياسة المصطنعة ، كأنها تقول " الانسان هو الحب اولا واخيرا " ، بعد ايام رن تلفون عرفات ليفاجئه صوت هدى تخبره انها في اليمن .

الاجهزة الامنية التي عجزت عن منع كل الكوارث الامنية طيلة اعوام ، قبضت بسرعة البرق على المتهمين البريئين من كل شيء الا من الحب ، ونقلتهما الى صنعاء على عجل ، 

لتعقد لهما محاكمة مستعجلة ليس باعتبارهما مهربي سلاح ، او يقودان تنظيما مسلحا 

يحيل الشوارع الى بحر دم ، او ناهبين التهما مقدرات الوطن وفازا بالحصانة ، بل لأنهما 

ببساطة متهمان ،،،،بــالحــب.... !
 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي