في عام ?? جاء وفد تجاري باكستاني إلى صنعاء ، ليستثمرَ في اليمن ، ومعروف أن الباكستانيين يُجلُّون ويحبون اليمنيين ، ويصفونهم بأنهم أحفاد أنصار - رسول الله صلى الله عليه وسلم - الأوس والخزرج .. إضافة إلى أن الشعب اليمني معروف عندهم بـ ( الإيمان والحكمة ) .
وأول ما وصل الوفد الباكستاني صنعاء ، رفض مقابلة أي مسئول قبل أن يذهبوا لزيارة الجامع الكبير ، والصلاة فيه .
المهم دخلوا الجامع ، وتركوا ( جزماتهم ) الأنيقة ، والغالية ، عند مدخل المسجد الداخلي ، كما يفعلون في بلدهم باكستان ( الدنيا أمان الله ) .
طبعاً .. أكملوا الصلاة وخرجوا فلم يجدوا (جزماتهم ) فتغيرت صورة اليمن واليمنيين في نظرهم ، وأقسموا أن لا يقابلوا أي مسئول ، وتوجهوا للمطار فوراً بعد عمل تأشيرة العودة ، وأبعدوا من بالهم فكرة الاستثمار في ( بلد الإيمان والحكمة ) .
الغريب والمضحك والمبكي في نفس الوقت ، صحفي في المطار ، سأل الوفد الباكستاني هذا السؤال :
ما رأيك باليمنيين ؟
أجاب رئيس الوفد الباكستاني قائلاً :
( اليمنيون في عندهم هِكْمة ، أما إيمان مافي)
والباكستاني يقصد ( هكمة ) يعني حكمة في السرقة .
الله المستعان ..
لكن من عام ?? كان الناس قد نسوا هذه القصة .. ووقعت قبل الثورة ، أما أن يُسرَق ( تلفون ) جمال بن عمر ، فهي فضيحة ، ستلحق اليمنيين أينما حلُّوا وظلُّوا .
مسكين جمال بن عمر .. الواحد منا لو سُرِق تلفونه ، يقول في نفسه ، آآآه .. لو السارق تكرم ورجع لي الشريحة ، عشان الأرقام التي بداخلها ، ما بقدر أنقلها .. هذا والواحد منا ( فارغي ) ليل ونهار ، والأسماء التي في شريحته قلك ( عبده قاسم ، مكرد النامس ، دبوان بن مارش .. الخ من هذه الأسماء الغبراء الدبراء ، التي لا تهش ولا تنش .
أما جمال بن عمر ، الله يخارجه من هذه الورطة .. الرجل مشغول كما يقال من ساسه ، لا راسه ) .
وأما أرقام التلفونات قلك بان كي مون ، باراك أوباما ، رؤساء الدول الراعية للمبادرة الخليجية ، موظفي الأمم المتحدة ، السفراء .. الوزراء .. الخ من هذه الأسماء التي ليس فيها مكرد ومارش ودبوان !!
أعتقد بعد هذه النكبة ، التي وقعت على جمال بن عمر ، الرجل سيعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه :
أنا راجع بلادي ، وأنتم يا أهل ( الِهكمة )
عمركم تحاورتم ، والا تشقدفتم .
وما عاد يهمني ، ترجعوا للنظام القديم
أو حتى تتقسموا إلى ( ستين إقليم ) .