وطن الأحلام .. متى غدهُ؟

كتب
الاثنين ، ٠٧ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً


بقلم: منال الأديمي -

حتى والليل يغمر المدينة بالسكينة والهدوء تباغته فجأة أصوات الألعاب النارية ,والمفرقعات والقنابل الصوتية ,وتشكيلة منوعة من الرصاص الخفيف ,والمتوسط ,والثقيل لينتفض بعدها قلب الليل فزعاً , وخوفاً ,ورعباً ,يتضح بعد تلك اللحظات المرعبة أن الأمر ليس إلا (عرس ) ومجرد أشخاص يعبرون عن فرحهم بتفاهة ,وجنون .
حتى الفرح في هذا البلد نلبسه رداء الهمجية ,ورجل ما قبل التاريخ ,والحضارة فعند الفرح كلٌ يحمل سلاحه ,وعتاده الوفير من الذخيرة الحية ليظل يطلق النار في الهواء هنا ,وهناك ,منتشياً بعد القات ,في منظر يخيل إليك فيه وأنت تشاهدهم بأنك تحضر فيلم رعب وتحديداً لقطة هروب مجموعة من المجانين من مصح عقلي و بدأوا يعيثون في الشوارع ,والأزقة خوفاً ,ورعباً ,فلا حرمة لليل ,ولا لنائم ,ولا لمريض, ولا لطفل يفزعه صوت الفرح المرعب ذاك لأنه لم ينس بعد أصوات الرصاص في آخر قصف للمدينة .
المؤسف أن يمر أولئك المجانين من أمام أطقم الأمن (المبحشمين) لأجل أمن الوطن ,والمواطن فلا يحركون لهم ساكناً ,والمخجل أكثر أن تجد من يبرر لفرح الجنون ,وإقلاق السكينة ,وترويع الآمنين, بأنه موروث ثقافي , وتراث, وعادات وتقاليد ,لا يستقيم الفرح إلا بها ,والحقيقة أنها (قلة عقل ,وحياء ,وضمير ) .
في الغضب أيضا تمطر السماء لدينا رصاصاً ,وموتآً , باختلاف أنها هذه المرة تكون موجهة للصدور , والرؤوس, لا لصدر السماء التي نُثخنها جراحاً كلما قررنا الفرح ,في جنون الفرح ,والحزن ,والغضب أجدني عاجزة عن التفريق بين رد فعل عزيزي مواطن اليمن السعيد رغم تباين المشاعر في الفرح ,والغضب إلا أن رد الفعل لدينا واحد وينتهي غالباً بالدم ,والموت .
ليس بعيداً عن قلة حياء البسطاء , الذين عادة ما تكون ذخيرة فرحهم ,وحزنهم ,وغضبهم دينآً ,وسلفآً تفاجئنا الأخبار بتجدد اشتباكات ظنناها ستتوقف لا بوجود قانون ,أو دولة لكن حياء فقط فالمثل الشعبي يقول (ماشافوهم يسرقوا شافوهم يتقاسموا ) في الحقيقة كارثة أن تكون قلة الحياء برداء سياسي ,ووجاهة رسمية ,فاحدهما رئيس مجلس النواب أعلى سلطة تشريعية في البلاد, والآخر رئيس للحقوق ,والحريات ,وكلاهما في ذات المجلس النكبة ,منتهي الصلاحية ,ولكم أن تتخيلوا الكارثة .
قلة الحياء المتنفذة في هذا البلد تكون بذخيرة وفيرة ,وبلا حساب, فهي من المال العام , وقوت البسطاء الذين يقاتلون إخوانهم البسطاء, لينعم الشيخ بتلك الغنيمة ,التي هي في الأصل ملك للبسطاء الذين يحاربون تحت راية ذاك الفاسد ,أو ذاك ,لأن الغنيمة المتنازع عليها من ممتلكات الدولة فلا يضاهي قلة حياء كبار اللصوص ,والبسطاء إلا سكون ,وعجز الدولة عن رد تلك الوقاحات ,ورد اعتبار ,وهيبة وطن خرجنا لنستعيده بدماء الشهداء ,وتضحيات فبراير لكن صدق من قال (سرّق ومبهررين) .

همســــــــــــــة :

في وطن زرعناه كراهية , وموتآً , وقحطآً إنسانيآً ,وجدبآً أخلاقيآً ,وتربويآً ,لا تتوقعون أن نحصد السعادة ..
صباحكم وطن لا يبارح الأحلام .. وقيام الساعة موعدهُ

الحجر الصحفي في زمن الحوثي