ثقافة الحوار الحوار في تعز

كتب
السبت ، ٠٥ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٧:١٢ صباحاً

 

هل بدأ الحوار في تعز، أو هل يوجد حوار في تعز أصلاً..؟! هذا سؤال مهم، والإجابة عنه تحدّد الخطوة التالية لتعز عاصمة ثقافية لليمن وليس لتعز. 

في الثورة الشعبية التي استمرت أكثر من سنة، حيث ثار أهل تعز أو معظمهم؛ نجح أبناء تعز بامتياز في تجاوز الحرب الأهلية التي كان يُراد الزج بهم فيها بقوة، حيث وزّعت الأموال والسلاح والخطط لإشعال حرب أهلية في تعز تنقذ النظام بعد أن عجز عن إشعال هذه الحرب «الأهلية» في صنعاء، وكانت الحرب التي وقعت سواء في صنعاء أم تعز هي حرب بين النظام من جهة والشعب والثوار من جهة أخرى، وكان هناك فيما يشبه الاتفاق غير المكتوب الذي جعل أبناء تعز يتحاشون بعضهم بصورة مدهشة بما دفع إلى استجلاب مزيد من البلاطجة من خارج تعز. 

 وقد وقفت تعز كلُحمة واحدة خاصة أيام الضرب والقصف بالدبابات والسلاح الثقيل والدماء، وإذا وجدت مظاهر فردية؛ فهذه لا تغيّر من الظاهرة التي يجب أن يفخر بها أبناء تعز وينموها؛ لأنها هي التي أنقذتهم وأنقذوا أنفسهم؛ لأنهم كانوا يشعرون أن مصلحتهم في عدم توجيه الرصاص لبعضهم، فالموت عندما ينطلق في المنطقة الواحدة لا يستثني أحداً، والنار عندما تشتعل لا تنتقي طعامها، ويتحوّل العنف مثل الطاعون. 

هذا ما أدركه أبناء تعز وخرجوا من المحنة سالمين، وهذا ما يجب أن نسجّله للتاريخ وننميه كثقافة حوار للبناء والانتقال إلى الدولة والنظام والمجتمع المدني، تعز صالحة لحوار ناجح ومثالي؛ لكنه لم يحدث بعد، وهناك محاولات للحوار، وحتى يؤمن الجميع بأهمية الحوار سيبدأ، حتى هذه المحاولات لها فوئدها؛ فهي تهيّئ ملعب الحوار وتراكم الخبرات للانطلاق إلى حوار حقيقي وجاد، وهذا يحتاج إلى أن نتخلّص من كثير من الثقافة المعيقة والأفكار السلبية المرتبطة بالنظر إلى الآخر، والإيمان بالمواطنة المتساوية. 

ثقافة المواطن الشريك بدلاً عن ثقافة الرعوي والتابع 

ومع كل التعايش الذي عاشه أبناء تعز؛ إلا أن الملاحظ في الفترات السابقة هو أن ثقافة الرعوي والتابع والاستئثار لجهة ما بكل شيء هي التي مازالت سائدة بدلاً عن ثقافة المواطن الشريك، ومن هنا فإن الحوار بعد الثورة يجب أن ينطلق من ثقافة المواطن الشريك الذي يصنع الأحداث والقرارات في الإطار الوطني العام. 

 الحوار القادم يجب أن يأخذ هذا المنحى الجديد؛ أي حوار المواطنة المتساوية بما فيها من حقوق وواجبات وروابط وقيم, وهو حوار جديد لم نتعوّد عليه ويحتاج إلى جهود لإنضاجه، ويحتاج قبل كل شيء إلى من هم في السلطة أن يعرفوا أنهم لم يعودوا موظفين مع الحاكم المطلق بل شركاء في وطن مع الآخرين، وأن زمن الاستئثار بالسلطة، والمقاتلة على إقصاء الآخر انتهى ولم يعد إلا صورة من صور التخريب والانتحار، وعلى الثوار والمعارضة سابقاً «اللقاء المشترك» تحديداً التي هي شريكة اليوم في سلطة «صنعاء» مقصية في «تعز» أن تؤمن أنهم ليسوا بدلاء؛ بل شركاء، وأن مهمتهم هي تأسيس نظام شراكة مع الجميع؛ قائم على الكفاءة والشراكة كمبدأين متلازمين؛ بهما نحقّق التغيير والاستقرار والدولة المدنية. 

[email protected]  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي