أولاد الأحمر يخـسرون قبـيلة حاشد

كتب
الاثنين ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:١٧ مساءً


بقلم: مجلي أحمد الجرباني -

من المؤكد بأن قبـيلة حاشد أيام الشيخ عـبدالله لم تعـد هي نـفسها بعـد وفاتـه خـصوصــًا بعـد أن انـقسمت المشيخة إلى عـشرة من أبنائه رغــم أن الذي ينوبهم في زعامة الـقـبـيلة أكـبرهم وهـو الشيخ صادق, والسؤال هـنا عـن قبـيلة حاشد هـل ما زالت تحافـظ عـلى نـفس الزخـم والحـضور, ومقياس الـقوة والتماسك, واستجابة الداعي والولاء أم أن عـقـل الـقبـيلة وقـلبها ما عاد بـيد شيوخها الشباب؟

هناك عوامل عديدة ساهمت في إضعاف قبـيلة حاشد لعل أولها طرف مستـفيد ساهـم - ولغاية في نـفس يعـقوب – عـلى شق الإطار الخارجي لجـميع القـبائـل اليمنية الكبـيرة منها والصغـيرة دون استـثـناء وكانت حاشد واحـدة من القبائـل المستهدفة إن لم تكـن هي الهدف رقم واحـد نـظرًا لمكانـتها وثـقـلها قـبل الجمهورية وبعـدها. ثانيــًا لـقـد تم ضرب مشايخ القبائـل الذين توارثوا هـذا المنصب الاجـتـماعي من خلال إيجـاد شخـصيات لم تكـن شيئــًا مذكـورًا, فهم ليسوا من بيت المشيخة, أو من الوجهاء المؤثرين في القبـيلة, أو من طبقـة الإقـطاعيـيـن بل تم اختيارهم بعناية من شريحة خاصة داخـل القبـيلة وتم تـلميعهم من خـلال دعـمهم بالرتبة والمنصب والسلاح والمال والسيارات والمرافـقين وذلك لتعـويضهم عـن لـقب الـشيخ الذي لم يرثـوه مع الأيام وذلك لسحـب ولاءات أبناء القبـيلة تجاههم وساعـد عـلى ذلك زمن المادة القـائـل " في جـيـبك قـرش تسوى قـرش..." وهكـذا تـنـقسم القبـيلة وتضعـف أما إذا دخـلت في صراع مسلح بـين أفرادها فبهذه الطريقـة يتم إنهاكها معـنويــًا وماديــًا وبهذا يتم ضرب عـصفورين بحـجـر واحـد. ثالـثــًا ساهـمت الأحـزاب السياسية منذ بزوغها في العام 1990م في تعزيز الانـقسام لأن الناس انخـرطوا في المكونات السياسية وأعـطوها ولاءاتهم وأصواتهم مما أثـر سلبـــًا على دور القبـيلة وتـأثـيرها في المشهـد السياسي ومحافـظتها على مكانـتها في نـفوس أبنائها.

لقـد قيل " من السهل الوصول للقمة لكن من الصعب البقاء فيها " ولقد كانت زعامة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر هي التي قادت قبـيلة حاشد إلى الـقمة وسانـده في ذلك الصعود رجـل خارف الـقوي الشيخ مجاهـد أبو شوارب وهو الشيخ والضابط والسياسي وكان الرجـلان يمثـلا ثـنائـيــًا قويـــًا تحـطمت عـليه صخـرة الإمامة والأخـطار التي كانت تحاك ضدهـما أو ضد قبـيلـتهما, كما شكـلا فيما بعد ضلعا الجـمهورية ولكـن بعـد كـثرة الأحـداث السياسة التي مرت عـلى الرجـلين برزت بعض المواقـف التي كانت سبـبـــًا في اخـتـلافهما في وجهات النظر لعـل منها موقـفهما السياسي من حـرب 1994م حـين دعـم الأحـمر رؤية عـلي عبدالله صالح بينما أبو شوارب أتـخـذ الحـياد وأحـتسبه البعض موقـفــًا سلبـيـــًا لكن ما أثبتـتـه الأيام والأحـداث لنا من هذا الموقـف وغيره أنه مهما اخـتـلـفا في وجهات النـظر وتعارضت مصلحـتهما إلا أن أي تهديد يمس القبـيلة أو يمس أحـدهـما أو كـليهما كان يدفعهما للاتحاد والـتمترس في خـندق واحـد مع تـقدير بعـضهما لمكانة بعـض ومعرفة الأولوية والأقـدمية مما عـزز الاحـترام المتبادل بـينهما وهذا الإرث لم يستطع أبناء الشيخـين المحافـظة عليه وكانت أحـداث ثورة 2011م خـير دليل عـلى ذلك ولو كان الشيخ أبو شوارب عـلى قـيد الحـياة وشهد أحـداث 2011م لكان له موقـفــًا فـريدًا ولن تمنعه مصاهـرة أحـد أبنائه للـرئيس السابق من اتخـاذ موقـفـــًا وطنيــًا مشرفـــًا ليس هو الأول في تاريخ أبو شوارب النضالي والبطولي.

وأنـتـقـل الآن من الحـديث عـن انـقسام أبناء القبـيلة إلى الحديث عن انـقسام أبناء الشيخ الأحـمر الذين توزعـوا في المكونات السياسية البارزة مما ألـقى بظلاله على القبـيلة نـفسها فهذا مشرق في حـب ليلى وهذا مغـرب, ولعل بعض مواقع التواصل الاجتماعي ذكرت أن مقاتـلي الشيخ حسين الأحمر هم الذين سلموا المواقع دون قـتال لمليشيات الحـوثي في الوقت الذي تسربت أنباء بأن الشيخ حسين قد قام بزيارة خاطفة لإيران. كما أن ضرب منزل آل الأحمر في وادي دنان بالعصيمات من قبل جماعة الحوثي له مدلولات معـنوية على الصعيد القبلي وأيضــًا عـلى البعـد الجـمهوري, فمن تـلك البقعة انطلـقـت جحـافـل حاشد تدحـر الملـكية وترفع لواء الجـمهورية وهاهي الإمامة اليوم تؤدب ذلك البـيت على جسارته لذا يجـب أن نعرف أهـمية قبـيلة حاشد كـدرع لعاصمة أول جمهورية في اليمن وضرورة بقاء بوابتها مغـلـقـة وإلا ولجـت منه النار المقدسة. ولكي لا يُــساء فهمي فأنا لا أدعو إلى الإحتراب الأهـلي وإنما إلى عـودة الأمور إلى نصابها وتحديد المعـتدي من المعـتدى عليه, كما أني لا أمجـد القبـيلة في أسوء صورها عندما تـلجـأ لمقارعة الدولة والخـراب بل أشجع القبيلة في أرقى صورها عندما تكون عونــًا ومددًا للدولة في الحفاظ على مقدرات الثورة والجمهورية والله من وراء الـقصد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي