الأُلفة بين مواطن واق الواق.. والأزمات !

كتب
الاثنين ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:١٩ صباحاً

بقلم- منال الأديمي :

شعور باليأس والإحباط بات يسكنني وبقوة منذ مدة وما رأيت لي من دواء , وخلاص ,ألا أبتعد قليلاً عن كل أخبار الوطن , والعرب خاصة، بل وعن أخبار العالم أجمع؟.. اتجهت الى القراءة وبدأت بالفعل قراءة رواية هي الأخرى لم تخرج بروحي عن أجواء الأمن واللا أمن والسلم واللا سلم، فسطورها هي الأخرى لا تخلو من مشاهد الموت الحزينة , وحروفها مكتوبة بدم حرب أهلية ..عاشها أحد الأقطار العربية في تسعينيات القرن الماضي.

ابتعادي لم يطل كثيراً ، فمن يدمن الأخبار ,والسياسة لا يقوى على الفراق والابتعاد طويلاً.. عاودت مشاهدة النشرات الإخبارية التي تخالجني فيها أحياناً رغبة في الضحك، فشرّ البلية ما يضحك.. لكن ذلك يكون فقط حين أسمع جملة (انتهت النشرة) بمنتهى «القرف» , و«الطفش » ,والملل ,من جميل عازر على قناة الجزيرة أشعر دائماً أن الرجل بالكاد يمسك نفسه من البصق بعد قراءة تلك الأخبار.. بدأت وبعد ابتعاد متعمّد أيضاً بزيارة مواقع الأخبار الالكترونية والمحلية منها تحديداً بدا الأمر لي ولوهلة وكأن العناوين في تلك المواقع لم تتغيّر منذ غادرتها آخر مرة، فالأخبار في هذا البلد هي ،هي لا وجود لعناوين الحياة والإنسانية ولا لأخبار الفرح ,والبهجة ,وما بين عناوين المهاترات ,والممحاكات ,وتفجير هنا ,وتقطّع هناك, ودمٌ هنا , واغتيالات هناك تبقى أخبار الموت والدم في الصدارة في ظل غياب الأمن والدولة.

أكثر الأخبار دموية مقتل خمسين من الجنود في شبوة بحادث إرهابي هو أيضاً يبدو ضمن حلقات مسلسل الأزمات المفتعلة مؤخراً والمستبقة لنهاية الحوار بهدف فرض تسويات وامتيازات جديدة، حقيقة أغرب ما في إرهاب القاعدة في اليمن أن كل حوادثها موثّقة وحصرياًٍ على قناة الزعيم فطاقمها الفذ دوماً متواجد في قلب كل جريمة وحدث وهذه المرة أيضاً كما في كل مرة كانوا هناك وبكامل عدّتهم وعتادهم ودوماً الأمر صدفة وتميز ومهنية لا أكثركما يحلو للبعض التبرير كيف لهذا العدد الهائل أن يسقط لجنود مدرّبين وفي ثكنتهم العسكرية وبحوزتهم أسلحتهم إلا إن كان العدو مأمون الجانب وغير متوقّع؟.

باتت الفجائع مألوفة ومعتادة لكل مواطن في هذا البلد فهو يدرك تماماً أن تزامن نشاط القاعدة وتخريب الكهرباء واستهداف أنابيب النفط مرتبط باشتداد الخلافات بين الساسة في صنعاء ويستعد لاحقاً لدفع ثمن التسويات وسياسة الأزمات ومنطق (جَوّع كلبك) ويدرك أيضاً أن كل ذلك سببه ببساطة وجود خالق الأزمات ,ومبتدع الإرهاب , والقاعدة في البلد تماماً كما أراد له البعض أن يكون خنجراً في خاصرة الساسة ,والقرار, والتغيير, بعد الثورة حقيقة أجد ألفة وتعايشاً لا استطيع استيعابهما بين مواطن واق الواق وبين الأزمات.. هل هي العادة ,والتعوّد أم إنه الرضا والسكون فكان لزماً علينا استحقاق ذلك؟.

أتساءل فقط: تُرى هل في قدر مواطن واق الواق المقهور يوماً ستحترم فيه إنسانيته ومواطنته المبعثرة على مذبح الساسة والأطماع اللا متناهية لينتظره بأمل أم أنه سيظل عالقاً بقدر الفراشة التي كلما اقتربت من نار أطماعهم وقبحهم المتقدة كان مصيرها الاحتراق فقط؟.. تُرى هل في قدرنا يوماً يزول عنا الظلم وينجلي أم أننا سنظل عالقين في دوامة الأزمات والإرهاب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي