الخصومة مع الشهداء..!!

كتب
السبت ، ١٤ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٥١ مساءً

 

أصدر الرئيس «هادي» قراراً جمهورياً بإنشاء صندوق رعاية أسر شهداء وجرحى ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية والحراك السلمي في المحافظات الجنوبية؛ القرار وطني ويدفع بالأمور نحو المستقبل الذي أراده الشهداء والشعب؛ واعتراف بدور أشرف اليمنيين. 

 ومع أن القرار تأخّر؛ لكن الغريب هو صدور بيان باسم «المؤتمر الشعبي العام» ينتقد هذا القرار وبشدّة؛ مع حملة موجّهة ضد الرئيس هادي على خلفية القرار ومواقفه المنحازة لتحقيق التغيير الذي خرج الشعب من أجله. 

 الخصومة مع الشهداء هي خصومة مع قيم الوطن ومع المستقبل، وهؤلاء الأطهار قدّموا أرواحهم من أجل الجميع؛ ولم يرفعوا يوماً شعاراً ضد المؤتمر الشعبي كحزب يمني، وعاملوه ككيان سياسي مُصادر من قبل الحاكم مثله مثل الوطن والشعب الذي قامت الثورة لتحريره من براثن الأسرة ونفسية التملُّك الذي كان يظنُّ أنه تجذّر وتمدّد بصورة يصعب زحزحته؛ غير أن ثورة شعبية أسقطته كقدرٍ لا يمكن مقاومته، وعدم الاعتراف بها كـ«ثورة» هو شأن الرئيس السابق وعائلته، وهو أمر طبيعي؛ فلا أحد ينتظر من حاكم سابق أن يضرب التحية لثورة أزاحته من المُلك؛ والبيانات في هذا الشأن ـ إذا صدرت ـ كان عليها أن تصدر من مكتب الزعيم الفرد أو في قنواته وصحفه وليس من المؤتمر الشعبي الذي يمثّل جزءاً من الشراكة الوطنية لصناعة المستقبل الجديد، ومن العيب أن يظل صوتاً للعائلة والفرد في عصر الحرية وبناء يمن يتهيّأ لمستقبل يصنعه جميع أبنائه خالٍ من التفرُّد والوصاية والطاغوتية. 

وسائل إعلام العائلة تشنُّ حملات على الرئيس هادي بالحق والباطل؛ وهي هنا تقترب من تخوينه لأنه أصدر قراراً برعاية الشهداء، مُعترفاً بثورتهم الباسلة وتضحياتهم الكريمة كموقف وطني مُنحاز إلى أحلام الشعب وتضحيات أبنائه؛ كأنهم ينتظرون إصدار قرار بتخوين الشهداء، واعتبار ثورة فبراير مؤامرة على الوطن الذي هو «الزعيم» المُلهم المسكون بكل الأوهام المستعصية التي تمثّل خطراً على البلاد طالما وهو يتمترس وراء لافتة المؤتمر ويمارس كل الاستفزازات باسمه ومنها الانتقاص من الشهداء ودورهم النبيل. 

 قرار الرئيس هادي بإنشاء صندوق لرعاية شهداء وجرحى ثورة 11 فبرائر؛ من أفضل القرارات وأنصعها بياضاً والتي يجب أن ترى النور مباشرة؛ فأمة تُهمل حقوق شهدائها يُهملها الله ويكلها إلى نفسها، ولا تستحق التكريم. 

 وعلينا ألا نلتفت إلى من يُصابون بالصداع عندما يُذكر الشهداء بخير وتُرفع أسماؤهم عالياً، كما أننا لا نريد أن ينظر الشعب إلى المؤتمر الشعبي الذي يضم مواطنين يمنيين شرفاء؛ وحلمهم هو حلمنا بأنه جزء لا يتجزّأ من «عفش» و«سامان» الفرد وحكمه الماضي ويتحمّل نفس الأخطاء والخطايا ومنها دماء الشهداء الذين سقطوا في عهده، فنحن بحاجة إلى المؤتمر كحزب وليس كمتهم أو خصم للشعب؛ ينظر بعين الأمة وليس بعين الفرد، بعين الحرية وليس بعين الاستبداد. 

 وبقاء قرار المؤتمر في يد الماضي سيؤلّب الشعب عليه ويُضعفه ويعرّضه للتفتيت، ومن مصلحة الوطن أن تقوى وتتعملق أحزابه وتصحّح مساراتها، وأن تتحسّن آليات اتخاذ القرار بما يمثّل طموح ومصالح الأعضاء التي تُعدُّ هي نفسها طموح ومصالح كل اليمنيين. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي