اليمن ..عواقب إصرار صالح علي تصدر المشهد

كتب
السبت ، ٠٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
[caption id="attachment_17014" align="aligncenter" width="66" caption="د‏.‏ إيناس طه"]بقلم / د‏.‏ إيناس طه [/caption] ربما يكون اليمن حالة خاصة في بلدان وثورات الربيع العربي‏..‏ فالرئيس السابق علي عبد الله صالح وإن كان قد ترك السلطة كارها بالطبع شأنه في ذلك شأن غيره من الزعماء الذين تم الإطاحة بهم إلا أنه يأبي أن يغادر المشهد السياسي برمته‏.‏ ولا يزال إصراره علي لعب دور بارز في المسرح السياسي يلقي بظلاله علي المشهد بأكمله ويطرح تعقيداته الإضافية علي الساحة. فصالح ـ وبعد ما أسفرت عنه الاحتجاجات المناهضة لحكمه الذي استمر33 عاما ـ لا يزال رئيس حزب المؤتمر الشعبي, ولا يزال من وجهة نظر المعارضة اليمنية قادرا علي التدخل في عمل الحكومة بل وفي عمل الرئيس عبد ربه منصور هادي نفسه, كما أن أقاربه لا يزالون يسيطرون علي المناصب الأمنية المهمة حيث يسيطر ابن صالح وابن شقيقه علي وحدات رئيسية في الجيش,, ويتهمه خصومه بأنه ـ يسعي إلي عرقلة المرحلة الانتقالية ويطالبون بوقف تدخله في شئون اليمن. وبالرغم من أن تكتل اللقاء المشترك, الذي يرأس الحكومة اليمنية, قد أبلغ الرئيس عبد ربه منصور أخيرا بـ12 شرطا لنجاح عملية التسوية والوصول إلي مؤتمر الحوار الوطني في مقدمتها إبعاد الرئيس السابق صالح عن قيادة حزب المؤتمر الشعبي وإزاحة القادة العسكريين المشاركين في الأزمة السياسية إلا أن حزب المؤتمر الشعبي رفض مغادرة الرئيس السابق العمل السياسي ورئاسة الحزب فمكتب رئيس حزب المؤتمر الشعبي قال: إن الزعيم صالح قد غادر السلطة ليحتفظ بالوطن, وأن قرار بقائه أو مغادرته لا تملكه أي قوي سياسية أو دولية. وأضاف في تصريحات صحفية أن اللقاء المشترك يحاول من خلال شروطه تلك إعادة تفسير المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفقا لهواجسه المضطربة مضيفا أن المبادرة الخليجية نصت علي مغادرة صالح للسلطة ولم تنص علي تركه العمل السياسي. وتساءل إذا كانت قيادات أحزاب المشترك التي تطالب بتغيير رئيس المؤتمر تقبل أن نطالب بتغيير قيادتها, خاصة حزب الإصلاح والاشتراكي والناصري. من جانبه, قال قيادي في اللقاء المشترك إن بقاء صالح كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي يتعارض جملة وتفصيلا مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية القائمتين علي نقل السلطة ومنح الحصانة والإصرار علي ذلك يعرقل تنفيذ الاتفاق ويعيد إنتاج الأزمة. هذا ولم يتم حتي الآن تحديد موعد للحوار الوطني الذي سيناقش صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات عامة بحلول عامين. ومن المتوقع أن تشارك جميع المكونات السياسية في الحوار من المتمردين في الشمال إلي الحراك الجنوبي هذا ولا يزال هناك انقسام في صفوف الرأي العام إزاء المبادرة الخليجية علي عكس الترحيب الدولي بها. ويذكر أن الولايات المتحدة والسعودية يحرصان علي نجاح خطة انتقال السلطة خوفا من أن يؤدي حدوث فراغ في السلطة في اليمن إلي سيطرة المتشددين الإسلاميين, ومن ثم يمنحهم موطيء قدم بالقرب من ممرات الشحن الرئيسية في البحر الأحمر. وهكذا تضاف للمشهد السياسي في اليمن مشكلات جديدة.. ليغادر صالح ساحة السياسة أم لا.. لتضاف تلك القضية لمسألة مدي مشروعية منحه حصانة من عدمه. الأهرام المصرية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي