عن استهداف سلاح «الجوية»

كتب
الثلاثاء ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٣٣ صباحاً

 

مازالت بلادي تقطر دماً رغم حرص العباد والبلاد على صيانة الدماء وتنازل الناس عن القتلة من أجل وقف نافورة الدماء؛ لكننا نرى أن الدماء تُسفك بصورة ممنهجة تستهدف أهم الكيانات الوطنية. 

أمس تم ضرب أفراد وضباط الجوية في انفجار باص كان يقلّهم, لم تتوقف عمليات استهداف الجوية من الاغتيالات الفردية إلى إسقاط الطائرات؛ إلى تفجير الباصات بما فيها من أفراد؛ استهداف الجوية ليس غامضاً، كان المتحدث باسم الجوية قد قال أمس إن استهداف الجوية يأتي بسبب دور الجوية في انحيازها إلى الشعب في الثورة الشعبية. 

 القوات الجوية من أنظف الأسلحة وأقلّها مناطقية وشللية بحكم التأهيل والمستوى العلمي لمنتسبيها، هناك من يريد تأديب «الجوية» والانتقام منها، والأخطر من يريد إخراج القوات الجوية من «الجاهزية» لأن هذا البعض ربما يرغب في تدبير حرب على اليمن أو هكذا يحلم، ويرى أن الجوية ستشكّل عائقاً لهذه الحرب أو هذا التمرُّد أو يتوّهم على هذا النحو..!!. 

 ستبوء كل محاولات ضرب قواتنا الجوية بالفشل من أية جهة كانت، وهذه الضربات المفترض أن تقوّي هذه القوات وتحصّنها وتكسبها المزيد من الحذر والتأهيل واليقظة في التحرُّك الأمني. 

إن مصلحة اليمن يقتضي تدابير أمنية أكبر لحماية القوات الجوية، وظهور ضباط في باص يجعلهم هدفاً سهلاً؛ وهو أمر لا يناسب المخاطر التي تحيق بهذه القوة التي تشكل إحدى أهم صمامات الأمان للبلاد. 

المستغرب هو أن الضربات توجّه إلى القوات المسلّحة الجوية خصوصاً أو المنشآت النفطية والكهرباء؛ مع كل تأزم يجري مع أطراف محدّدة أو مع قرارات مهمة يصدرها الرئيس هادي أو حتى «خطاب مهم» يكشف ويعرّي أوراق البعض؛ وذلك في محاولة لإيقاف التغيير، وخلط الأوراق باستخدام الإرهاب لعرقلة عملية التغيير التي تجرى على أشواك وقنابل موقوتة..!!.    

إن كل ما يجري يقتضي يقظة شاملة شعبية ورسمية؛ لأنه يحدّد مؤشرات التقدُّم في المسار الصحيح، ويمثّل تحدياً لليمنيين يستحثهم على مزيد من اليقظة والحذر. 

تبقى هناك أهمية أن تكشف الجهات الرسمية عن الجهة الضالعة في هذه الأعمال الإجرامية؛ لأن تعتيم وتعويم الحقيقة يشكّل خطراً لا يقل عن خطر الجرائم ذاتها، ويجعل الفاعل يتحرّك بحرية واستهتار، منتظرين تحديداً لمرتكبي هذه الجرائم وشفافية مع الشعب حتى لا تجرُّه الشائعات والغيوم السوداء وهو يحاول أن يحملق في الحقيقة ليراها دون جدوى فيرتد مزيد من التشويش الذي يجعل الناس تحت رحمة الشائعات التي يبثّها من يمتلك وسائل إعلام ومال؛ وسائل بقذارة متناهية..!!. 

[email protected]  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي