عودة حسني مبارك..!!

كتب
الجمعة ، ٢٣ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١١:٥٥ مساءً

 

عودة حسني مبارك في هذه الظروف التي تقطع أشلاء المصريين ليست مزعجة؛ لأنها تفضح الكثير، وتكشف الخطة التي تحدّث عنها الكثيرون فـيما يتعلّق بثورة 

 30 ـ 6 التي قالوا عنها إنها ثورة لإنقاذ ثورة يناير؛ وهي كانت لإنقاذ مبارك بما فيها جبهة «الإنقاذ» سواء أدرك جميع أعضائها أم لم يدركوا، فكل أعمالهم أوصلتنا إلى إنقاذ مبارك وعودة حكم العسكر واستباحة دماء الشعب المصري ومطاردة الثوار والإلقاء بهم في السجون..!!. 

 الأمر هنا ليس نهاية المطاف؛ بل مرحلة مهمّة من مراحل الثورة الشعبية في مصر؛ كل يوم تتضح الأمور، وكل يوم ينضم الشعب وقطاعاته إلى مقاومة الانقلاب، ولولا القمع المفرط لكانت مصر اليوم غير ما نرى؛ لكن لا العنف المفرط، ولا إخراج مبارك سينهي الثورة ويحمل الاستقرار إلى الانقلابيين، فكل عمل من هذا النوع إنما يشعل الثورة في النفوس، ويزيل كل نتائج الحملة الإعلامية الكبيرة التي حاولت غسل أدمغة الكثيرين من الثوار، وتصوير أن الانقضاض على الرئيس المنتخب هو إنقاذ لثورة يناير؛ بينما الحقيقة هي أنها اجتثاث للثورة، وإضعاف لقوة الشعب المصري، وإعادة نظام مبارك؛ بل إنقاذ لمبارك نفسه في صورة هزلية. 

أما لماذا تم إخراج مبارك في هذا الظرف؛ فإن أهم الأسباب في نظري هي هشاشة النظام الانقلابي، والخلاف المستحكم بين أطرافه الذي لا يجمعه إلا العداء للثورة الشعبية التي يحاربونها اليوم تحت عنوان «محاربة الإرهاب والإخوان المسلمين» الذين شكّلوا كتلة شعبية حمت الثورة، ودفعت بحركة النضال مجدّداً إلى عمق الشارع، وانطلق نضال جديد وثورة جديدة قياداته شعبية لن تهدأ ولن تنتهي بسجن القادة، ولا بالإفراط في القتل والتصفيات الجسدية. 

 إن الثورة بدأت، والشعب المصري ذاق طعم الحرية، وما يجري ليس إلا لتفجير الثورات أكثر، وتجذيرها وتخليصها من الرخاوة التي لازمتها في الفترة السابقة، وأبقت على قوة النظام القديم، وأعطته حصانة من المحاكمات العادلة. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي