عن نواحنا السلبي على الضحايا..

كتب
الأحد ، ١١ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١١:٠٩ مساءً

 

عن نواحنا السلبي على الضحايا.. ماذا بعد؟!

سئمنا الحديث الممجوج عن نجاحات تحققت وعاصمة كانت مشطرة ثلاثة أقسام ذات ربيع فعادت موحدة ببركات العهد الجديد.. كذلك سئمنا النواح والتباكي على الجرائم التي تطالنا يوميا دون ان يشفع ذلك في لجمها او ترشيدها او الحد منها..

أضحت أرواح الناس تحت رحمة مقامر يدير القتل كلعبة مسلية من غرفة عمليات بعيدة؛ ليقرر متى شاء من يستحق الموت من عدمه؛ لينفذ بضغطة زر متى قدر ذلك مزاجه المتحفز لتدمير الانسانية، دون أن يهتز له رمش؛ ليغمره شعور بنشوة قتل ”المشتبهين” دوما بعد القتل المجهولين قبله، إذ يكون قد أدى مهمة وطنية عظيمة، بحماية الامن القومي الامريكي.

تتلقف الخبر آلة دعائية رسمية محلية تحتفي بقتل مواطنيها بتلك الوحشية الهمجية، لتصمهم لاحقا بالارهاب، وتبارك الاجرام بحق مواطنيها المذبوحين قربانا ضامنا للأمن الداخلي الامريكي، لتقر بذلك أنها عضو معتوه في عصابة قتل بلا قيم.

لا يكفي اننا ننكر اسقاطا لواجب، لا يكفي النواح على ضحايا الطائرات الامريكية والتشدق بحقوق الانسان الذي نجسده جميعا بضجيجنا السلبي الذي لا يكترث له أحد ولم يوقف أو يخفف نهر الدماء المتدفق يوميا كاشفا المزيد من سلبيتنا وزيف إنكارنا، إذ لم يرق الى جهد نبيل لأجل الانسانية.

دماء هؤلاء الناس بحاجة لمبادرة وطنية نزيهة ترفض سلوك القتل البربري البشع خارج القانون، وتضغط لوقف هذا النزيف اليومي المستمر، وتتبنى آلية واضحة وشفافة للتعامل مع العناصر المطلوبة أو المشتبهة، وملاحقتهم وضبطهم ومحاكمتهم. مبادرة يدرك معها الحاكم فعلا مسؤوليته تجاه مواطنيه..

وبغير ذلك فإن مايجري من عمليات قتل مستفزة، بتهمة الارهاب الجاهزة لن تحمي امريكا واكثر لن تحمي ارواحنا من شره القتل المنفتح و المزدوج للجانبين.. سندفع باهضا ثمن تخاذلنا امام هذا المشهد الاجرامي، وقبولنا بدور المتفرج الذي لا يغير رأيه وموقفه شيئا في عرض الفيلم الوحشي المستمر فتكا بالانسانية بداعي حماية بعضها هناك.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي