الحرية كمسؤولية تضامنية

كتب
الاربعاء ، ٣١ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٣٦ صباحاً

 

 لا يمكن أن ننتزع الحرية في عالم يطمع بنا وبثرواتنا مالم يتم توسيع رقعة الحرية بين الناس وحمايتها كمسؤولية تضامنية.. فهي جزء لا يتجزأ من الكرامة والحياة موزعة بين الناس لو اعتدي على جزء فقد الآخر معناه وقيمته تماماً. 

إن ما نراه من محاولة لقتل ثورة الشعوب بالاستعانة بالشعوب نفسها لدهس الحرية التي انتزعتها بصعوبة إنما يأتي بسبب غياب الوعي وتجذّر خلق إزاحة الآخر بدافع نزوات الانتقام التي تصبح انتقاماً من المكتسبات .. وما يجري في مصر نموذج لهذا الصراع بين الإنسان ووعيه، ولن يتجاوز الشعب العربي مربع العبودية ما لم يحسم رؤيته للحرية بدون انتقاء ... أعتقد أن الدماء وصمود الصامدين في ميدان رابعة العدوية وميادين مصر ضد القمع والتشويه الإعلامي هو الذي سيعيد التوازن للشعب ويدفعه إلى الاقتراب من معنى الحرية وحماية المكتسبات، وها نحن نرى كل يوم الثوار الذين اصطفوا لأسباب شتى مع العسكر يعودون إلى ميادين الحرية والثورة بعد أن اكتشفوا أنهم وقعوا في فخ وأنهم أصبحوا مطية رديئة لإعادة حكم العسكر ويؤسّسون لدكتاتورية شنيعة. 

نرى اليوم بيانات ومواقف صائبة وكبيرة صادرة من مفكرين وسياسيين كانوا يقفون موقف المعارض من الرئيس مرسي وجماعة الإخوان وبعضهم شارك في تغطية وصول العسكر بعدما اتضح أن الثورة هي المستهدفة وأن منجزاتها هي التي تقتل وأن شرف الدفاع عن الثورة والحرية وإعاقة عودة العسكر يجب أن لا تنفرد بها فئة أو جماعة، لأن الوطن للجميع والدفاع عنه واجب الجميع .. وهي مواقف نراها لكثير من تيار المجتمع المدني لليبراليين وإسلاميين وقفوا في البداية مع الانقلاب ... أفراداً و أحزاباً... كان أبرزها حزب الاشتراكيين الثوريين الذي أصدر بياناً واضحاً ضد التفويض وعودة الفاشية العسكرية ومن أهم ما جاء فيه (إن تلك المدافع الموجهة إلى صدور الإخوان اليوم سرعان ما ستستدير ليتم توجيهها إلى صدور الثوار والمحتجين على النظام من العمال والفلاحين بحجة حماية عجلة الإنتاج. والثوار الحقيقيون سيعودون تدريجياً إلى جادة الصواب ويتجاوزون أحقاد أخوة الصف الواحد التي توارثوها من عصور الاستبداد والشمولية) انتهى بيان الاشتراكيين الثوريين في مصر وفيه السؤال الحضاري والجواب في هذا الظرف الحساس الذي لعب فيه الاستبداد بالخلافات بين الثوار واستغل بعضها وسيلة لضرب الثورة وهو بيان يوضح أن عصر الاستغفال انتهى فعلاً وأن الثوار سيلملمون شتاتهم بكثير من التقييم والمراجعة وان ثبات الميادين ودماء الشهداء ستقودهم إلى النصر وستوقظ وعيهم جميعاً وستدحر كل أوباش الكراهية ودعاة العبودية مهما ظنوا أنهم انتصروا على الشعب العربي وصادروا الثورة باسم الثورة معتمدين على غياب وتغييب الوعي. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي