ذكرى سالمين .. النعمان .. الدوش

كتب
الاربعاء ، ٢٦ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٢٧ مساءً

بقلم- عارف الدوش:

لشهر يونيو مساحات من الفرح والحزن معاً لكن مساحات الحزن أكبر ومهما كان الأمر فإني هنا أذكر فقط وفي 17 من يونيو عام 1970م وجه الأستاذ أحمد محمد نعمان " النعمان الأب " رسالة ضافية هامة لرئيس مجلس الرئاسة القاضي عبد الرحمن الإرياني طالب فيها من مجلس الرئاسة وكل القيادة المدنية والعسكرية من الشيوخ وكبار السن بترك السلطة اختيارياً بطريقة منظمة ومتفق عليها بين الشيوخ وكبار السن والشباب وتسليم السلطة للشباب وفيه قامت حركة 13يونيو 74م وهي حركة انقلاب أو تصحيح ضد عهد القاضي الإرياني وهو انقلاب ابيض لم تسل فيه قطرة دم واحدة وإن كانت الدماء قد سالت قبل ذلك وبعد ذلك

وفي 28 منه 1974م تم اغتيال الأستاذ محمد أحمد نعمان "الأستاذ الابن" نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية مساء الجمعة برصاص مسدس كاتم الصوت أثناء توقفه في إحدى نقاط المرور في العاصمة اللبنانية بيروت بعد قيام حركة 13يونيو 1974بأسبوعين وقيل يومها أن سبب الاغتيال مشاركته في وفد يمني برئاسة القاضي عبد الله الحجري رئيس الوزراء وعضوية حسين المسوري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة زار الرياض ووقع تجديد اتفاقية الحدود اليمنية السعودية التي أبرمت بين البلدين عام 1934م.

وفي24يونيو1978م تم اغتيال رئيس الشطر الشمالي آنذاك المقدم احمد حسين الغشمي بحقيبة ملغومة حملها مبعوث للرئيس سالم ربيع علي رئيس الشطر الجنوبي من الوطن إلى صنعاء يدعى " تفاريش" وقد قيل الكثير حول هذا الأمر وفي 26 يونيو 1978م تم اغتيال الرئيس الشهيد سالم ربيع علي "سالمين" أحد أشهر قادة النضال ضد المستعمر البريطاني في جنوب الوطن ونصير الفقراء والكادحين أو بتعبير آخر "أبو المساكين" الذي انضم في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين الماضي إلى منظمة "الشباب القومي" وعمل في التعليم ومارس مهنة المحاماة وشارك بفعالية وبشكل قيادي في نشاطات الجبهة القومية في سنوات النضال ضد الاستعمار البريطاني حيث كان عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية.

واشتهر أيام النضال بالاسم الحركي "سالمين" الذي غلب على اسمه الحقيقي وافتخر سالم ربيع علي باسمه الحركي كثيراً بل ظل مصدر فخره واعتزازه كون اسم"سالمين" يكاد يكون سائدا في أوساط الفقراء والبسطاء في المجتمع اليمني ليس في الجنوب فقط وإنما في الشمال فمدن مثل تعز وإب والحديدة وصنعاء عرفت" سالمين" مناضلاً وفدائياً مثلما عرفته أراضي وجبال وسواحل الجنوب . وبرز اسم "سالمين" عندما لجأ إلى الجبال عام 1968م إثر خلاف شديد مع الرئيس قحطان الشعبي فيما عرف بمؤتمر زنجبار للجبهة القومية وصل "سالمين" إلى كرسي مجلس الرئاسة إثر حركة 22 يونيو 1969م والتي عرفت بالحركة التصحيحية التي أطاحت بقحطان الشعبي أول رئيس بعد الاستقلال من الاستعمار فتم إلغاء قانون الجنسية الذي كان يقصرها على المواطن الجنوبي وجرى توحيد الجنسية اليمنية والغاء لفظ "الجنوبية" من التسمية الرسمية للدولة وحملها صفة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" وكان ذلك تأكيداً لحقيقة الانتماء الوطني وخطوة سياسية هامة على طريق التغلب على النزعات الإقليمية والانفصالية والانعزالية التي فرضتها ظروف الحكم الاستعماري.

وفي 29 يونيو 2001م توفي القائد الوطني والعمالي البارز سلطان الدوش الذي التحق مبكرًا بحركة القوميين العرب ثم أصبح عضوًا في تنظيم الجبهة القومية التي شارك في إطارها بمجهود نقابي بارز تمثل بالمطالبة بحقوق الطبقة العاملة كما شارك في النضال ضد الاستعمار البريطاني وبعد الاستقلال تقلد مواقع حزبية رفيعة " لجنة مركزية" في الجبهة القومية وسكرتيرًا لدائرة المنظمات الجماهيرية وانتخب في المنصب نفسه في المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني وكذا في المؤتمرين الثاني والثالث للحزب كما انتخب عضوًا في هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى وتعين رئيسًا للاتحاد العام للنقابات ثم رئيسًا للاتحاد العام لعمال الجمهورية ثم تعين مستشارًا لمصلحة الضمان الاجتماعي وأُقصي من مناصبه الوظيفية والحزبية والنقابية إثر الصراع الدامي في عدن 13 يناير 86م بعد إعادة تحقيق الوحدة عام 1990م انضم الى المؤتمر الشعبي العام وأصبح عضوًا في لجنته الدائمة ومنح عددًا من الميداليات وشهادات التقدير منها: وسام 22 يونيو عام1981م ووسام الاستقلال عام 1997م

ولعب الفقيد سلطان الدوش دوراً بارزاً في دعم جيش ثورة 26 سبتمبر والمقاومة الشعبية للدفاع عن العاصمة صنعاء من خلال تواجده في رئاسة لجنة مع زميله النقابي منصور الصراري شكلتها حكومة الجنوب سابقاً وساهم فيها آخرون من أعضاء الجبهة القومية مثل عبد الرزاق شايف العريقي وعبد الرحمن محمد عمر عبسي وكان متواجدا في اللجنة عبد الباري قاسم وعبد الودود أحمد عمر وآخرون كانوا يحثون المواطنين من خلال مكبرات الصوت على دعم المقاومة الشعبية والقوات المسلحة المدافعة عن صنعاء حيث كانت تقوم بجمع تبرعات مختلفة غذائية وملابس وبطانيات.. الخ وإرسالها إلى تعز ومنها إلى الحديدة وصنعاء وهذا بحسب هاشم عبد الحافظ في مقال له في صحيفة الثورة سبتمبر 2012م.

وأخيراً: بعيداً عن الخلافات التي تدور في مؤتمر الحوار الوطني حول تحديد الفترة الزمنية للعدالة الانتقالية من 48 أو 62 أو 67م أو 94 أو2007م فإن الرئيس "سالمين" ظلم كثيراً والنعمان الابن أيضاً تم اغتياله وظلم أكثر أما النقابي البارز سلطان الدوش فهو الآخر مات مظلوماً منسياً وهو المناضل الوطني والقائد النقابي الذي يعرفه القاصي والداني ألم يحن الوقت لإعادة الاعتبار للرموز الثلاثة وتكريمهم والاحتفاء بتاريخهم النضالي؟! نتمنى.

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي