الحوار والقضايا المتعلقة

كتب
الاربعاء ، ٠٤ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٣٣ صباحاً

ماجدة طالب

توسع القاعدة في اليمن ليس بالأمر الغريب في هذه المرحلة (المرحلة الانتقالية) بل انها تعددت وتشكلت من مسميات الى اخرى وتفتيت الجنوب وانتهاك الحرمات قتل الابرياء الى أن انتهت لرش وجوه نساء عدن بالأسيت، يتم التعقيب عليها اعلاميا من اجل سياسة اقليمية وخلق عراقيل جديدة من أجل إعاقة اعادة هيكلة الجيش وتنفيذ المبادرة .

اذا كان الحوار الذي سيتم رفضه في المرحلة المقبلة، فمعنى هذا إننا لم نتعلم من المرحلة الماضية ومازلنا نعاني من التدخل الخارجي الذي الى الآن لم يعطي سوى تصريحات ضد الرئيس السابق من امريكا وبعض الدول.

بل على العكس ما يتم في أرض الواقع ليس سوى أنه يتم حمايته بل توسعه وتغلغله وانخراطه في العمل السياسي وذلك مازال الجيش تحت اطار سيادته بل وان المشترك اصبح جزء من سيادته بعد تلك المبادرة الغير مفعلة.

والفشل في عمليه مكافحة الارهاب وقتل اناس وأجانب ابرياء فقط من اجل كسب حصيلة الاعلام الممنهج والمسيس والبديل وعدم الاتجاه نحو الجوهر الحقيقي الذي سينقذ اليمن من ترانزيت تنتهي بحروب متقطعة .

اذا كانت اليمن تحت سيطرة اقاليم متعددة هذا بسبب الفقر وانتهاك حقوق الانسان والتعتيم ونتائج نظام اصبح كما صرحت شيلا كارابيكو وهي خبيرة بالشؤون اليمنية في جامعة ريتشموند "هذا البلد (الولايات المتحدة) لديه سياسة متعلقة بمكافحة الارهاب وسياسة متعلقة بالمملكة العربية السعودية.. لكن ليس لديه سياسة متعلقة باليمن. اليمن مسرح لعمليات مكافحة الارهاب في الفناء الخلفي للمملكة وليس مكانا يمكن للتحول الديمقراطي المحتمل... أن يحدث به." فلابد لهذه الثورة ان تعمل على الاصلاح السياسي بين كل الاطراف والاتجاه نحو التصور المستقبلي.

فالإصلاح السياسي سيحل العديد من المشاكل في اليمن وسيخلق توازن اجتماعي وسياسي والبدء في الاتجاه التنظيمي بمختلف أطيافه من اجل تشكيل دوله مستقبليه من خلال هذه المرحلة ...

اما اذا تم الهجوم والتشهير والمقامرة، من اجل اقاليم وطوائف وأحزاب ومنظمات في الاصل تم تسييسها بشكل خاطىء تنتج منها خلخلة دوله والتي كانت في الاصل مخلخله عبر سنوات ماضية ستتمزق اليمن في المستقبل القريب ولن يلتفت الينا احد، فالأمل من هذه الثورة التي اتت من اجل لم الشمل ووضع السلاح وبناء قانون وحرية ومساواة ولكن اثبتت أننا مازال الشعب لا يعرف بعضه بسبب التسلط والتطرف والعوامل الاستراتيجية والسياسية او التسيس الخاطيء في التعامل الانساني والاخلاقي. وهذا طبيعي لمرحلة الثانية لثورة .

ففرصة الاخيرة الآن لإتمام اهداف الثورة هي العوده الى الحوار مع كل الفئات السياسة المختلفة للنظر الى مستقبل اليمن واستقرارها، وللحث على البدء بمعالجة القضايا العالقة والتي اهمها القاعدة الحراك والحوثيين .. وغيرها ...من الناحية السياسية والاستراتيجيه والاقتصادية ومن ثم تلبي مطالب الشعب.

وإذا تطلب الامر الى مبادرة داخلية جديدة، ترضي كل الاطراف للعيش بسلام والاتجاه نحو الامام فهذا سيكون من الارجح خطوة ايجابية موفقة لفتح صفحة جديدة وبناء اعمدة الدوله مثل القضاء الجيش، ودستور يحفظ لليمن أمنها وترسيخ سيادتها في الفترة المقبلة.

لكن الآن من الصعب بسبب انهم ما زالوا تحت حجة المبادرة التي لم تتوافق بتنفيذها ولأن تلك المبادرة اتاحت الفرصة للرئيس السابق وشركاءه من الاصلاحيين وغيرهم على الاقصاء مما ادى الى الغوص لأزمة سياسية جديدة .وتصفية حسابات عن طريق الاعلام تصل الى تصفيه حسابات اقليمية، تنتهي بتمزق اليمن وصوملتها مثل ما رددها صالح وهي كانت فكرة وهاهي تنفذ اليوم على المدى البطيء ..وبأيدي من؟ بأيدي الشعب والإعلام الممنهج لتلك المبادرة، بسبب عدم تقبل الاخر واتهامات لا تجدي نفعا، ومنها يتم تصفية ابرياء ليس منهم فائدة إلا الجهل وقلة الانتاج والنشاط السياسي الذي يعاني من فقر سياسي تعمينا على القضايا الاساسية مما تؤدي باليمن الى الهاوية.

فمن الارجح ان مثلما يقال اننا قلدنا ثورة مصر، فلماذا لا نقلد شعبه وهذا ما لحظته مؤخرا في مصر انه مازال هنالك تماسك وتكاتف شعبي. رغم انتشار الاحزاب والمنظمات وتعدد الاراء واستمرار المظاهرات، او كما يقال اجندات لكن يتحدثون فيما بينهم كمواطنين ملمين لمصلحة وطنهم في الاول والأخير ..والحفاظ على الاستقرار وتقبلهم للآخر فهذه الفرصة الاخير ة اذا اراد السياسيون والشعب الالتفات نحو الوطن وعدم الاقصاء وشباب الثورة لثورة مستمرة ذاق المر ويرفض لجيله ان يذوق التشرد و البارود مستقبلا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي