حفلات الزهو

كتب
الاربعاء ، ٢٦ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً

 

راقب جيداً.. منذ التشييع لحسين بدر الدين الحوثي حتى الأمس، لتعرف أن في الأمر حفلات زهو لا يخطئها متابع.. قال أحد أنصار الحوثي، بفخر: إن جموع التشييع جعلت البعض يهذون.. لقد كان الحوثي ومن معه يشيعون وفي رأسهم رسائل زهو لا تليق بموت.. ماذا بعد إذن؟ 

تتالت بعد الحفلة حفلات.. بعدها بيومين افتعل الحوثيون مشكلة مع أمين عام الحزب الاشتراكي د.ياسين سعيد نعمان، مشكلة وبحسب ما قرأت من أكثر من مصدر تلفظ ممثلوهم بألفاظ نابية ضد الدكتور.. ورغم محاولاتهم تدارك الأمر، لكن تأثيرات الكثرة توقع في الخطأ. 

بعدها بأيام أيضاً خرج الحوثيون بمسيرة أمام الأمن القومي للمطالبة بالإفراج عن معتقلين لهم وقتل وجرح منهم العشرات، والنتيجة تعامل مدان من الجميع وتم تشكيل لجنة تحقيق... وفي اليوم التالي وبسبب بيان قرئ دون رضا رئاسة المؤتمر حدثت مشكلة بينهم ورئاستهم واتهموا بعرقلة العملية السياسة والوقوف ضد نجاح الحوار. 

تلا ذلك حفلة زهو جديدة شيع خلالها القتلى...أفتى خلالها د.زيد المحطوري في جمع من الحوثيين بساحة التغيير بصنعاء بوجوب الجهاد «ضد الدولة» حتى بالعض ولم ينس ذكر «بنادقكم» ثم نفى ذلك مبيناً أنه يقصد السلمية. 

هذا زهو قد يقع به الجميع، ومن أجل القضية الوطنية علينا التفكير بعقلانية وتقديم التنازلات.. فلحظات الشعور بالقوة تشوش على الهدف، بل قد تقضي على أي فكرة قابلة للتعاطف والإيمان بها.. والاغترار بوهمية الكثرة قد يؤدي إلى النهايات. فالعبرة ليست بالكثرة بل القضايا العادلة وإن قلت فئتها. 

بعد الثورة كان اليمنيون ينتظرون جديداً من قوى الثورة التي ظلت لسنوات تناضل سلمياً لإصلاح السياسة لتجنب البلد الانزلاق في أتون الصراع والتفكك، لكن تلك القوى أخص السياسية منها تعمل ببطء ولم تتجاوز الطريقة القديمة في الأداء. 

لقد قدم الحوثي جديداً في الأداء، وإن بدأ من قضاياه الخاصة، لذا لفت النظر إليه كما فعل المشترك بنضج أكبر في انتخابات 2006 وكما فعل بعده الحراك في 2007 ثم الثورة في 2011، يتطلع الناس دائما للجديد لكن ذاك الجديد إذا لم يحقق شيئاً على الواقع يبدأ الناس بالملل والبحث عن جديد، لذا تبدو تجربة اللقاء المشترك مجتمعه أكثر تألقاً من تجارب الأحزاب كل على حدة. 

السر: هو أن تكون جديداً على الدوام وسبَّاقا للوقت.. هذا ما يجب على الأحزاب قوى الثورة الحقيقية أن يسألوا أنفسهم ما الجديد الذي قدموه في الأداء وفيما يخص هموم الوطن والناس؟. 

[email protected] 

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي