العرب كَرٌّ وفَرٌّ وإنجازات

كتب
الثلاثاء ، ٢٥ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٧ مساءً

 

العرب ينجزون أشياء كثيرة من قبيل التدمير والقتل والمشاغبة والحركة الدائمة (والخيل والليل والبيداء والسيف والرمح....مكر مفر مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علِ) إنهم في حركة دائمة وتضحيات مستمرة وكر وفر وصخب لكن في سبيل التدمير وعلى أشياء تافهة على غرار حرب (داحس والغبراء )هنا يبرز عنصر مهم في تحريك العرب أعني العصبية الداء المدمر للعرب الذين لم تؤثر فيهم قيم الإسلام وأسوأ العصبيات تلك المرتبطة بالعاطفة والتقديس للأشخاص والخرافة والحاكم بدافع العبودية ...كان العرب يقدسون أشخاصاً وإذا لم يجدوا يخترعون أصناماً ليذهبوا يعبدونها والأهم أنهم يحاربون من أجلها ويفرغون شحنة العصبية تحت أقدام هذا الصنم أو ذاك الزعيم ... إن العصبية هي المسئولة عن هذه العقلية العفنة وهذا السلوك المدمر الذي يسلم نفسه للحقد والاحتراب ومن ثم لقمة سائغة للأجنبي دون أن يبحثوا لأنفسهم عن مخرج لمشكلة الحكم وإشكالية اختيار الحاكم التي أكلت الماضي والحاضر وستلتهم المستقبل ، لم يستفيدوا من تجارب الآخرين في الاتفاق على قواعد مجردة تنهي معركة الحكم والزعيم والأسرة الحاكمة والحروب كما تفعل شعوب الأرض.. مثل الانتخابات والديمقراطية ، الكارثة أنهم يأخذون هذه النماذج بعصبية وهي قائمة على التسامح والروح الرياضية فيخربونها ويحولونها إلى حرب ...من يتقاتلون على كرة قدم ويسفكون من أجلها العشرات لن يفلحوا في لعبة الديمقراطية ..إنهم يريدون قسوة وحاكماً فرداً ليقدسوه ، هكذا هي العقلية العربية التي يجب تغييرها لتقبل النماذج المدنية والحياة الكريمة ... تبدو لغة يا (أنا يا الطوفان )عقيدة عربية مدمرة لن يخرجوا منها إلا إلى الخراب .. انظروا كيف يبدو المشهد المصري أين قاعدة الصندوق والانتخابات الشعبية؟ لم تعد ذات معنى، هاهي القوى التي تدعي الديمقراطية والحداثة تستنجد بالانقلاب العسكري وتستدعي الفوضى لقتل تجربة ديمقراطية لم يمر عليها عام واحد.. في هذه المرحلة إذا لم يتفقوا على قاعدة الانتخابات فلن يتفقوا أبداً على التعايش ولا على الحياة المشتركة ولن يحكم إلا السيف وسيتحول هؤلاء إلى عبيد يقبلون يد المستبد القوي المنتصر اياً كان عندما يحزمهم حزمة واحدة ويربطهم كما تربط البهائم ... الأمر الآخر في سوريا ثار الشعب السوري ونجح الحاكم المستبد في جلب العصبيات كلها الطائفية والعرقية ليستدعوا أوباش العالم ليجربوا أسلحتهم ويصفوا حساباتهم في الأرض العربية بدماء عربية وسورية تحديداً وسيزداد الشرخ وستحكم العصبيات وستصبح العصبية و الاحقاد والكراهية هي التي ترسم علاقة العرب وحالتهم المدمرة أصلاً ...وسنذهب لتحديد الأسباب وسنختلف على تشخيص المرض كل على طريقته ولن نتفق على السبب الرئيسي الواضح وضوح الشمس وهو الاستبداد والتشبث على الحكم والقتال من أجل الكرسي وحتى يقتنع العرب بهذا الداء سيظلون بلا قيمة ولاثمن ولاحياة كريمة،هكذا تحت الرمح والبيادات الثخينة والطبع غلب التطبع ....العرب يرسمون صورة قاتمة لأنفسهم كالعادة من بوابة العصبية وإعلاء الاستبداد. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي