من وجهة نظر امريكية .. دردشة على سواحل ارحب!!

كتب
الاربعاء ، ٠٤ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٠١ صباحاً
بقلم / ياسين الزكري
بقلم / ياسين الزكري

ثمة جدل يدور في اروقة الصحافة والسياسة الامريكيتين معا حول الدبلوماسية الامريكية في اليمن

على صفحات الصحافة الامريكية نقرأ العديد من التحليلات التي تركز على مستقبل المصالح الامريكية بعيدة المدى وفي ملعب السياسة نلتقي المصالح قصيرة المدى والاجراءات الانية

الناظر لما يحدث اليوم في محافظات ابين ولحج وشبوة من سقوط غير مبرر لمعسكرات ومخازن اسلحة وذخيرة في ايدي جماعات مايعرفبأنصار الشريعة سرعان ماتستعيد ذاكرته مشاهد كانت حدثت اكثر من مرة في الحربين الخامسة والسادسة في صعدة ..لسبب ما له علاقة بالتأكيد بابتزاز المملكة العربية السعودية من قبل نظام المخلوع كمكافأة ربما في مقابل المساهمةبإطالةامد الحرب بما يخدم تعزيز فكرة الاختراق الايراني في صعدة وتداعياته الخطرة على امن واستقرار المملكة وهو عمل لحساب الامريكيين ولاريب..

في ذلك الحين عمدت المملكة السعودية الى اغلاق المنافذ البحرية اليمنية القريبة من ساحتي صعدة وحجة وعزلت ميناء ميدي الذي كان النظام السابق يدعي انه منفذ التسليح الايراني للحوثيين في صعدة ولما تبين ان الحرب مستمرة ادرك السعوديون ان التسليح يتم من الداخل وانكشفت اللعبة وسارع صالح حينها الى وقف الحرب كما اشعلها دون مبرر مفهوم..وحين انتقلت ساحة المعركة الى الاراضي السعودية لتبرير التزود بالسلاح على مايبدونفذ الطيران السعودي عشرات الطلعات الجوية معتمدا على احداثيات مصدرها نظام صنعاء حينها وجاءت النتائج ان الاهداف لم تخرج عن الاسواق والقرى الاهلة بالسكان ومواقع القادة الخصوم الامر الذي شعر السعوديون معه كما يبدو بان ثمة لعبة تسحبهم نحو التورط في خلق ثأر مستقبلي واسع مع اليمن فأخذت الامور من قاصرها ونقلت نحو 420الف اسرة سعودية من مرمى النيران ووسعت المنطقة العازلة وجعلت الحوثيين يتراشقون القذائف مع الجيش السعودي في ارض خالية وانتهى الامر لمصلحة السعوديين كما يبدو وفشل العمل اليمني الامريكي المشترك..كما فشل جهاز الامن القومي في تكييف ادلة تدين الايرانيين في التورط باستهداف امن واستقرار السعودية من نافذة صعدة..وقيد الامر كله فيما يبدو ضد "ملعوب"..

التجربة ذاتها تتكرر اليوم جنوبا فالمعسكرات تتساقط في ايدي انصار الشريعة والجيش اليمني يستنزف دون معركة فعلية والمستفيد ظاهريا هم جماعة مايسمىبأنصار الشريعة وهو اسم قريب الشبه تسمية واداء لمن كانوا يوصفون بأنصار الشرعية وتقلص وجودهم في المدن اليمنية والعاصمة صنعاء تحديدا بعد بدء عمل اللجنة العسكرية اجراءات ازالة المظاهر المسلحة من المدن الرئيسة..

والسؤال الذي لم اجد له اجابة هنا يتعلق بحقيقة القلق الامريكي المعلن مرارا وتكرارا من قبل الخارجية الامريكية وبشكل صريح من تنامي مايوصفبالإرهاب والقاعدة في جنوب اليمن "تحديدا"مناطق ابين وشبوة ولحج " وترافق ذلك مع اصرار امريكي عجيب على ترحيل موضوع اعادة هيكلة مؤسسة الجيش اليمنية بما يعني وبشكل ما تمديد فرصة بقاء قادة المعسكرات التي تسلم تباعا للمتشددين في مواقعهم وكأن ثمة صفقة خفية تدور بين مشروع امريكي في المنطقة وبين قيادات عسكرية موالية للنظام السابق او هذا ما يبدو ظاهرا على الاقل في الظروف الحالية ..ويصعب تفسيره على اساس التصريحات الامريكية المتوالية بالتزام الامريكيين بدعم التحول السياسي في اليمن مع تكتيف الرئيس والحكومة على السواء ..

ولعل شيئ من ذلك يتضح من خلال تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مؤخرا بان الملاحظ ان الدبلوماسية الامريكية بشأن دعم نقل السلطة في اليمن بطيئة للغاية..هذا التصريح جاء خلال المؤتمرالصحفيالمشتركفيالعاصمةالسعوديةالرياضفياختتامالاجتماعالأولللمنتدىالاستراتيجيالأميركي – الخليجيبحضور وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي ردت بالقول بان بلادها ملتزمة بدعم اليمن في المجال الامني ثم عرجت على ذكر مساعدات اخرى اقتصادية واجتماعية والسؤال الذي يظل عالقا يتمحور حول الدعم الامني اذا ان الامر يبدو غير مفهوم على الاقل لبطيئي الفهم كما هو حال العبد لله..الدعم الامني لمن؟!لقوات الحرس الجمهوري والامن المركزي بقيادة نجل صالح ونجل اخيه اللذين يصر السفير الامريكي على بقائهما في موقعيهما فترة السنتين الانتقاليتين الى حين انتخابات 2014 وبعدين يحلها الحلال كما يستشف من تصريحات السفير والسيد برينان المعني بمكافحة الارهاب والمهتم بانتخابات 2014 اكثر من اهتمامه بتنفيذ البنود الاساس في اتفاق نقل السلطة الموقع في الرياض كما تبدى من تصريحاته خلال زيارته الاخيرة لليمن

ترى ماهي احجية الدعم الامريكي الامني لليمن في حين يعلم المتابع اليمني ان خبراء امريكيين كانوا تسلموا في العام 2001 مهام الاشراف والاعداد لقوات الحرس والامن المركزي واعادة تموضعها بمعرفة الخبراء الامريكيين حينها..

اليمنيون يتذكرون ولاريب أن المساعدات العسكرية والامنية الامريكية ظلت تضخ في اتجاه تنمية قوات الحرس والامن المركزي تحت مبرر تأهيل بعض منهالمكافحة مايسمىبالإرهاب..حسب بعض الاحصائيات المتداولة في وسائل اعلامية مختلفة "لايتعدون الف عنصر وسط قوات يقرب تعدادها من 70 الف..ربما كان العدد يتوافق مع عدد القناصة الذين استخدموا لقتل شباب الثورة اكثر من تناسبه مع منتسبي الوية الجيش التي تخوض معارك في المنطقة الجنوبية.. او قل مجرد تشابه ارقام!"..أما الباقي فيبدو انهم تفرغوا لقصف الاحياء السكنية على رؤوس السكان في تعز وارحب وغيرها ..

الربط بين البعدين هنا ينتج الكثير من الحيرة فالجماعات التي توصف بالإرهابية في المحافظات الجنوبية تدور المعارك بينها والالوية المدرعة المرابطة في المحافظات الجنوبية فيما قيادات الحرس والامن المركزي المعدة كما يقول التوصيف الامريكي لمكافحة الارهاب كانت وراء تزويد هؤلاء بالأسلحة والعتاد والتسهيلات كما حدث في البيضاء وابين وغيرها كما ان هذه القوات المدعومة والمؤهلة امريكيا كانت تمارس القصف على المدنيين في تعز وارحب وغيرها وماتزال تمارسه ضد القبائل المناصرة للثورة شمال صنعاء وليس ضد انصار الشريعة في جنوب البلاد ..ترى هل يود الاصدقاء الامريكيون اقناعنا بان احمد علي ويحيى وعمار هم انبياء العصر بعد الف واربعمئة عام من بعثة اخر نبي وأنهم القادة الفاتحين فيما الشعب اليمني ليس سوى عضو في جماعة انصار الشريعة مثلاً!!..ام ترانا نقرأ الخارطة بالمقلوب وان ارحب تقع في الاساس على البحر العربي فيما ابين تزرع القات والعنب شمال صنعاء ..ربما فنحن في النهاية كومة من التخلف التقني قياسا بالأمريكيين وهذا لا خلاف فيه ..الخلاف فقط في مسألة ان يكون على المسافر الى تعز اوعدن ان يمر من نقطة الازرقين ويواصل السير شمالا عبر ذمار واب والضالع فرع عمرانكمايبدو ربما من وجهة نظر اقمار البنتاجون..

شارة..

 التلكؤ في تغيير قيادات المعسكرات المرابطة في المحافظات الجنوبية يعني المزيد من التسليم ..المزيد من الجنود القتلى..المزيد من توسع رقعة انتشار الرايات السوداء على حساب علم الجمهورية اليمنية بل وحتى اعلام المتشددين سياسيا في الحراك الجنوبي المطالبين بفك الارتباط.. وبالنتيجة ..تنامي صعوبة فهم موقف الرئيس الجديد وحكومة الوفاق ازاء مايحدث في تلك المحافظات

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي