الكهرباء.. وتحدي المُخرّب

كتب
الخميس ، ١٣ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٣٢ مساءً

 

لم يسمح لنا المخرّب حتى الآن لنطرح المشكلات الكبيرة في الكهرباء في اليمن، فلم نتجاوز مشكلات ضرب الكهرباء. 

 وللعلم فإن الكهرباء أبرز ما تعانيه هو تهالك المحطات وحتى الأسلاك. ومن مشكلاتها الديون التي لدى الشركات والشخصيات والمؤسسات وهي بالملايين، إضافة إلى أني ألاحظ أعمدة الإنارة في الشوارع مضيئة في النهار، ولدي ملاحظة في أن الإنارة البيضاء توفر أكثر من الإنارة الصفراء، وهذا سيجعل الأعمدة تصل إلى الشوارع المظلمة وهي كثيرة، وهناك نقص أو انعدام في خدمة الكهرباء في الريف الذي يمثل سكانه 70 % من سكان اليمن. 

كل هذا لم يسمح لنا المخرّب بالحديث عنه.. فهو يسحبنا لحل مشكلاته! 

ما بيدنا كمواطنين فعلناه وهو أننا دعونا الله على المخرب في الليل والنهار، وأمَّنّا خلف خطباء الجمعة بأن يضرب الله عنق من يضرب الكهرباء ويشل جسده كما يشل الكهرباء ويشل حياتنا. 

ولو كان بيدي لدعوت لمسيرة راجلة من كل محافظات اليمن إلى مأرب لنغرقهم بـ«المشدات» وجاه الله، ليرحمونا قليلاً. 

لكننا نصحو على حقيقة أن المسؤول الأول والأخير أمامنا لحل «معضلة» الكهرباء هي الحكومة، وليس المخرّب.. يقول المخرب: «لن أسمح لكم بإصلاح الكهرباء» وينفذ.. وتقول الحكومة: «لا هوادة في الحرب على المخربين»، ولا تنفذ. 

في البداية كنت أعتقد –وهو ما فعله كثير من الكتاب - أن الدولة بمؤسساتها وموظفيها لم يستطيعوا حل المشكلة وساعدناهم بطرح أكثر من حل، واستفدنا من تجارب العالم في مواجهة المخرّبين والمتمردين، وجلبنا قصص التاريخ. 

 لكنني اليوم أرى الحل في أن الحكومة أولاً بحاجة إلى الإجابة الشفافة عمن يقف وراء ضرب الكهرباء.. عليها اللجوء إلى الشعب ليهبها طاقة أكبر من قدرتها. 

 لا تكفي التلميحات المسموعة من المسؤولين وقصة «الذين يسعون لعرقلة العملية السياسية»، لا يكفي أن تتعامل الحكومة معنا على أساس «الحليم تكفيه الإشارة»، فلابد أن توجه التهمة للطرف فتدعه في مواجهة مباشرة مع الشعب، ليكون الشعب على اطلاع، وليكتسب أي تصرف منها شرعية أكبر. بعدها سنتحدث عن الخطوات الثانية! 

ما لم فلا أعتقد أنها ستقوم لنا قائمة.. فالكهرباء اليوم هي التحدي الذي يُستهدف من قبل المخرّبين!. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي