حروب الوكالة في العالم العربي

كتب
الاثنين ، ٠٣ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٣٩ صباحاً

 

قلنا بالأمس إن مفهوم الحرب بالوكالة خضع لميزان مغاير لواقع الحال اليوم، فالقاعدة الأساسية أثناء الحرب الباردة تلخصت في احترام توازن الرعب بين المعسكرين، بحيث ينعم العالم بحماية مؤكدة من قبل هذا المعسكر أو ذاك ، وكان الصراع العالمي يخضع لمعادلة الثنائية القطبية ، لكنه تغير بانهيار الاتحاد السوفيتي ، وانفتحت شهية الولايات المتحدة لقيادة العالم المعاصر، اعتقاداً من سياسييها القابعين في قلب التجربة الأمريكية بأن انهيار المعسكر المقابل يعني انتصار النموذج الأمريكي ، وهكذا بدأت متوالية فعل عسير انتظم في سياق سلسلة من المبادآت الاستراتيجية الشاملة لكل أوجه الحياة، ولم ينج أحد من الأذرع الاخطبوطية العالمية للإدارات الأمريكية التي تعاقبت بعد عام 1990م ، وكان العالم العربي ومازال في قلب المعادلة التراجيدية، سواء من خلال روشتات المؤسسات المالية الدولية التي تمكنت من الإخلال بالتوازنات الاقتصادية الداخلية لتلك البلدان ، عبر تعميمها لإجراءات التعويم القسرية التي كان لها أفدح الأضرار بالاقتصادات الداخلية لبلدان العرب غير الريعية ، أو من خلال الحروب المباشرة ، ونموذجها الأقصى الحالة العراقية الذي تحولت في نهاية المطاف إلى بيئة إدارة لحروب إقليمية ودولية بالوكالة ، وفي مرحلة الربيع العربي بشكليه الناعم والعنفي، انبرت تلك الحروب بالوكالة لنشهد قمة محنتها في الحالة السورية ، لكنها لم تكن وليست غائبة عن مصر واليمن وليبيا وتونس .. الحالة اليمنية في هذا الباب تستحق منا وقفة خاصة سنأتي عليها غداً بإذن الله . 

 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي