نعوش طائرة ..

كتب
الاربعاء ، ١٥ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٠٨ مساءً

بقلم - منال الأديمي :
سماء العاصمة توقفت فيها منذ أيام أمطار البركة التي شهدتها وبغزارة وعادت للأسف لتمطر طائرات ..وطائرات حربية ففي الوقت الذي ما زلنا فيه نجهل حتى اللحظة عن الصناديق السوداء السابقة لكل من طائرة “الانتونوف” التي سقطت في منطقة الحصبة بوسط العاصمة في نوفمبر الماضي , والطائرة الحربية “سوخواي 22” والتي سقطت هي الاخرى في حي القادسية بشارع الزراعة تفاجئنا السماء وللمرة الثالثة وقبل ان نُتم الثلاثة أشهر على الفجيعة الثانية بفجيعة ثالثة من نفس النوع سقطت هذه المرة في شارع الخمسين في منطقة آهلة بالسكان كما لو أن الأمر اليوم غدا تنافساً بين الطيران الحربي اليمني وطائرات بدون طيار في حصد الارواح وترويع السكان الآمنين .
طائرات السخواي المتساقطة علينا في العاصمة هي خردة في الأصل يجري صيانتها بصفقات فساد منظمة تكلف خزينة الدولة المليارات وكالعادة تصب في جيوبهم وتسمى السخواي عالمياً (بالنعوش الطائرة) وقد اجمع العالم على ايقاف استخدامها والتحليق بها باستثناء بعض البلدان ومنها بلادنا التي لا تعني فيها أرواح المواطنين فيها شيئاً سوى انها زيادة سكانية لا أكثر تم التخلص منها وحسب .
بعد كل حادث تتعجل الجهات الرسمية دوماً تبرير الحوادث ويلبس التهمة كالعادة المتهم الوحيد والدائم في هكذا مناسبات (خلل فني ) والحقيقة أن هناك خللاً أمنياً وسياسياً يفتك ويضرب كل جهات الدولة في استكانة ومشاركة من الداخل وغض طرف ورضا من الرعاة الرسميين من الخارج .
الغريب أن التصريحات الرسمية دائماً تستبق نتائج الصناديق السوداء التي بدأت أشك حقيقة أن الجهات المسئولة تتحفظ على أي منها نظراً لعملية الفوضى والعبث التي ترافق تلك الحوادث فالناجون من تلك الحوادث والذين يصادف وجودهم قرب الحادثه يلهثون وراء جمع الحطام كتذكارات يعرضها البعض تفاخراً فيما يخطر في بالك , أو تغريدات فالمأساة اليوم لم تعد في قلوب البعض محزنة , ومفجعة , موت , وحياة والأمر بات حقيقة كما لو أنه خلل شعبي ورضا سيصل بنا وللأسف أن نعتاد حوادث الطائرات كما لو كانت حوادث السير التي تزدحم بها الأرض .
إن تبرير حوادث سقوط الطائرات الحربية المتتابعة بخلل فني أمر لم يعد مقبولاً لأبسط الأشخاص حتى لمن يفترش الرصيف ويلتحف السماء فاقداً عقله في بلد أصبح فيه الكثيرون مرشحين لفقد نعمة العقل بسبب سياسة التخريب والعبث المنظم وما تلك التصريحات والبيانات إلا استخفاف بالعقول والأرواح التي تشهد أبشع أشكال العقاب المدروس والمتلاحق تخريباً وتدميراً واستنزافا للمال العام والدماء التي ثارت اليوم .
هناك استهداف واضح و ممنهج اليوم للقوات الجوية والدفاع الجوي بتصفية كوادرها وتدمير معداتها بشتى الوسائل والطرق (اغتيالات , تفجيرات ) فالقوات الجوية اليوم تدفع فيما يبدو ضريبة ثورتها على النظام السابق وتحديداً قيادتها الممثلة بالأخ غير الشقيق للمخلوع مثلهم مثل سائر المواطنين المطعونين اليوم بالحصانة فلا أمل بمعاقبة أو حساب وليس أمامنا إلا الترحم على الضحايا الذين يقضون كل يوم في عبثية الظلم والاستهداف الغاشم وانتظار الموت في بلد لم يعد يعجز الموت فيه حيلة دون أن نعرف شيئاً مما يحدث ولن نعرف كونوا على ثقة .
تســــــــــــــاؤل :
بعد سقوط الطائرة الحربية الثالثة في سماء العاصمة وتحطم أكثر من ست عشرة طائرة أخرى في حوادث متفرقة هل يمكننا القول إن (خلل فني ) هو الإستراتيجية المعتمدة اليوم رسميا ًللتخلص من خُردة السخواي الممنوعة من التحليق دولياً ومعها الكثير من كفاءات الجوية؟

عن صحيفة الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي