عذراً يا ابناء الشمال

كتب
السبت ، ٠٤ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٨ صباحاً

 

حان الوقت الذي يجب أن نتكلم نحن الجنوبيون عن القضية الشمالية لنعطي ابناء الشمال "شمال اليمن" حقهم من الانصاف ولو بالكلمة , فنحن نصبح ونمسي على العويل والتهويل والبكاء على القضية الجنوبية وما حصل لأبناء الجنوب وكيف نهبت ثرواتهم واراضيهم.. وكأن ابناء شمال اليمن يعيشون في معزل من الظلم والتهميش والنهب لثرواتهم وأراضيهم.. فإن نهب نفط حضرموت فقد سبقه نفط مأرب وإن سرقت أراضي عدن فقد سرقت أراضي تهامة, وإن همش ابناء الجنوب فقد سبقهم أبناء المناطق الوسطى والجوف ومأرب وتهامة..

...

ثم ان الجنوب لم يكن سويسرا قبل الوحدة بل كان عباره عن أكبر تجمع للفقراء والمعوزين بسبب سياسات الرفاق في ترسيخ النظام الاشتراكي.. زد على ذلك أن الرفاق سرقوا طائرات باهارون "طيران باسكو" وصادروا سيارات المواطنين وعمائرهم واراضيهم الزراعية وسلبوا منهم الحرية في التعبير في حين كان الوضع مختلف تماماً في الشمال الذي كان يعيش بنظامه الرأسمالي في حال أفضل بكثير من الجنوب.. لكن أحوالهم تبدلت الى بؤس وفقر بعد الوحدة ومع هذا فلا شكوى.

نتمنن عليهم عند بزوغ كل فجر ببترولنا وسمكنا وموقعنا ونسينا أن لديهم بترول وغاز ومعادن ومواقع سياحية وقوة بشرية عامله وأسماك والبان واجبان ومصانع.

نذكرهم بمناسبة وبدون مناسبة بأننا ظلمنا بعد الوحدة ..وكأنهم اصبحوا يأكلون في أطباق من ذهب بعد الوحدة!

نعاملهم في الجنوب كغرباء محتلون وتحرق محلاتهم وتهجر عائلاتهم في حين ينعم الجنوبيين في شمال اليمن بالجو الماطر الجميل يسرحون ويمرحون ويتاجرون دون أن يقول لهم ارحلوا ايها الجنوبيون "على الاقل من باب المعاملة بالمثل" بل نعامل باحترام في جميع المحافظات الشمالية على عكس ما نعاملهم به.

عندما يقتل ضابط جنوبي نثير الدنيا ولا نقعدها وفي المقابل يقتل أبناؤهم من جنود وضباط في الجنوب والشمال دون أن نذكرهم.

لو قالوا لنا أنهم كانوا أغنياء قبل الوحدة وتم إفقارهم بعدها لصدقوا .. ولو قالوا انهم كانوا يعاملون في السعودية قبل الوحدة معاملة السعودي وفقدوا هذه المعاملة بعدها لصدقوا.. ولو قالوا لنا أن وضعهم الاقتصادي قبل الوحدة ممتاز فملكوا السيارات وبنوا البيوت وعاشوا حياة كريمة لصدقوا ..وما تهافتنا بعد عام 90م على شمال الوطن لشراء السيارات الممتازة والحديثة إلا دليل على ذلك..

واليوم أصبح اليمني الشمالي يعامل في السعودية كما يعامل الجنوبي بكفالة ولم نسمع أحدهم ينقم على الوحدة.. اليوم أصبح أبناء الشمال يأتون الى حضرموت لشراء السيارات الممتازة والحديثة بعد أن تدهورت سيارتهم بسبب سوء أحوالهم المعيشية ومع هذا لم نسمع أحداً منهم ينقم على الوحدة..

وأخيراً فإن من ظلمنا ليس المواطن الشمالي البسيط الذي قد لا يجد ما يسد به رمقه .. لكننا ظلمنا من نظام فاسد سارق فيه من أبناء الشمال والجنوب وما باجمال ومجور عنكم ببعيد.. واليوم ونحن نطالب بحل عادل لقضيتنا الجنوبية يجب أن لا ننسى إخوةً لنا في الدين والوطن يجب أن ينصفوا معنا لينعم الجميع بالحرية والعدالة في ظل يمن يتسع للجميع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي