تــعــز

كتب
الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٣٣ صباحاً

 

إن لتعز قضية لا تقل أهمية عن القضايا المطروحة على طاولة مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكنها تختلف عليها في أنها قضية وطنية تتعلق بالوطن كله لأن تعز هي الوطن والوطن هو تعز وتعز موجودة في كل الوطن. 

استقرار تعز يعني استقرار اليمن كلها وانفلات تعز يعني انفلات اليمن كلها لذلك المؤامرة كبيرة على تعز حتى لا تستقر وتظل في صراع دائم, ولن تستقر تعز إلا في ظل شراكة حقيقية بين كل مكونات المجتمع و انتهاء سياسة التهميش والإقصاء فالشراكة هي أساس البناء والاستقرار ....

لايزال هناك طرف مصر على الهيمنة والاستحواذ وإقصاء الآخرين وتهميشهم غير مبالٍ بالتغير الذى حصل في البلاد ولا الثورة التي قامت والدماء التي سالت والأروح التي أزهقت و المبادرة التي وقعت شهد عليها العالم كله وكأن كل ذلك مجرد “لعب عيال” لا تعنيه من قريب أو بعيد .فلايزال يعتقد ان الوطن ملكه...بالمقابل هناك طرف آخر ظلم في الماضي وتعرض للتهميش ويريد اليوم ينتصر لنفسه من خلال الثورة . هذا هو السبب الرئيسي لعدم استقرار تعز .. 

نقول للطرف الأول عليك ان تدرك ان الأيام دول « وتلك الأيام نداولها بين الناس » لقد انتهى زمن القائد الفرد الزعيم المعجزة وعجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء . انه زمن الشعوب والشعوب لا يمكن اختصارها بحزب معين أو تنظيم معين ..لا خيار أمامكم إلا القبول بالتعايش والاعتراف بالآخر وإعادة الأمور إلى نصابها وفق النظام والقانون ...ونقول للطرف الثاني : ان كانت الثورة قد جعلت لكم سلطانا فلا تسرفوا بالانتقام ..جسدوا أخلاق وقيم الثورة وكونوا نموذجا رائعا للتسامح والعفو والتعايش والقبول بالآخر .. 

على الجميع طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بيضاء نقية عنوانها الرئيسي حرية مساواة تعايش شراكة .. ليس فيها مكان للمتنفذين والفاسدين وأصحاب المصالح , النزاهة والكفاءة هي الأساس والمعيار الرئيسي فيمن يتولى المسئولية .. 

تعيين شوقي أحمد هائل محافظا لتعز كان بمثابة رد اعتبار لأبناء هذه المحافظة هذا الكلام قلناه من سابق ونؤكده اليوم وأتمنى من الرجل ان يكون عند مستوى المسئولية .ومستوى الطموح الذي يريده أبناء تعز . واجبه اليوم ان يقوم بتحقيق التوافق والشراكة الحقيقية بين وجميع القوى السياسية والمكونات الشعبية على كلمة جامعة من خلال الحوار الجاد المسئول والشفاف .. 

مبدأ المفاضلة في تعيين مدراء المكاتب التنفيذية الذى وضعه الأخ المحافظ شوقي هائل مبدأ رائع وجميل وسنة حسنه لكنه كان بحاجة إلى حوار مجتمعي بحيث يتعرف عليه كل الناس ويقتنعوا به ويشاركوا في وضع المعايير واختيار اللجان .أما إخراجه بالطريقة التي تمت أعتقد انه لم يكن موفقاً. 

كان على الأخ المحافظ ان يدرك ان الأفكار الجميلة والرائعة لابد ان تخرج بطريقة جميلة تليق بها حتى لا يشوهها البعض ويحولها إلى مجرد ديكور فارغ المحتوى وشعار ظاهره الرحمة وباطنه العذاب .. 

الفكرة جديرة بالاحترام وتستحق منا الوقوف معها ومساندتها لكن في ظل توافق مجتمعي وشراكة حقيقة وأنا على يقين إنها سوف تكون نموذجا ليس على مستوى اليمن لكن علي مستوى الوطن العربي . لكنها تريد من الأخ المحافظ مراجعة وتقييم طرحها على كل القوى السياسية في ظل حوار جاد مسئول .. 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي