لماذا نكتب عن تعز ..!!

كتب
الثلاثاء ، ٣٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٢:٥٦ صباحاً

بقلم - هشام السامعي :

" لقد امتد بنا العمر الي جيل يستكثر علينا مجرد الحياة جيل لا يرحمنا ولا يقدر ظروفنا ولا السنون التي مرت بنا ولا الأهوال التي طحنتنا ولا الآلام النفسية والجسدية التي أنهكتنا وأرهقتنا ولا المصائب والنكبات التي نزلت بنا جيل لا يدرك أننا نتجلد ونصبر ونعاني ونضحك وصدورنا مشحونة بالأحزان وقلوبنا تنزف دما " من رسالة الأب أحمد النعمان إلى الحاج المناضل عبدالله عثمان الذي تنكرت له الثورة .
هذا شعور قاسي بالظلم , حين تقضي سنين طوال من عمرك تحمل هذا الهم والتعب الثوري وفي الأخير يظهر جيل لا يعرفك ويتنكر لك ولماضيك ولنضالك , ليس النعمان الأب وحده من شعر بهذا الظلم ولا الحاج عبدالله عثمان ولا عبدالغني مطهر ولا عبدالعزيز الحروي ومن قبله جازم الحروي ولا محمد النعمان الابن هذا الرجل الذي تعلم منه كبار رجالات السياسة في الوطن العربي مهارات الدبلوماسية والسياسة المعتدلة , هؤلاء جميعاً ومثلهم الكثير غُيبوا تماماً عن ذاكرتنا الوطنية , وظهر جيلاً جديداً لا يعرفهم ولا يتعرف عليهم ولا حتى يبحث عنهم , جيل الثورة الجديد لا يعرف شيئاً عن جيل الثورة والحركة الوطنية .
أصبحت مشاغلنا كثيرة , كثيرة جداً لدرجة أننا لدينا الاستعداد للبحث طويلاً عن سيئات هؤلاء المناضلين وشتمهم والتنكر لهم ووصفهم بالرجعيين والمتخلفين وليس لدينا من الوقت لنهدره في البحث عن تاريخهم لننصفهم فقط لا غير , ما أتعسنا .
ختاماً : أحدهم أرسل لي رسالة على الفيسبوك يعاتبني فيها لماذا أكتب عن تعز وعن تاريخ تعز وعن رجالات تعز فقط ولا أكتب عن رجالات اليمن ككل ولماذا أحمل هذا النفس المناطقي وأعيد تصديره للجيل الجديد ؟ أجبته : ربما لأننا ظلمنا كثيراً وكان يجب أن نقول بس يكفي ظلم , لأن تاريخنا طمس من المناهج المدرسية , لأن جيلاً ظهر لا يعرف من هو عيسى محمد سيف ولا يعرف عبدالرقيب عبدالوهاب , لأن مدينة كانت تحمل المشروع الوطني ضربت في عمقها المدني وأصبح جيلها الجديد يقلد لهجة غيره وينتمي لجغرافيا غيره , ربما لأننا أدمنا الصمت كثيراً في سبيل حياة كريمة لم تحترم هذا الصمت على المعاناة والظلم , فكان يجب أن نتكلم ونصرخ ونكتب , ومع ذلك سيكون واجباً علينا أن نكتب عن اليمن ككل وعن مناضليها ككل من أقصى قرية نائية في المهرة إلى أخر متر من حدودنا الوطنية في أقاصي صعدة , وهذا هو مشروع تعز منذ أن عرفت هذه البلاد الثورة وأنجبت الثائرين .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي