إلى الرئيس هادي : دعهم يرفعون وصايتهم عن تعز

كتب
الأحد ، ٢١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٠٣ صباحاً

بقلم- عماد السقاف :

•إن محاولة تطفيش محافظ تعز - عبر حملات تضليل مسعورة، يُراد منها تحجيم إنجازاته وجهوده، وعرقلة مسيرته التنموية الطموحة – تكشف عن مدى حقد بعض القوى لتعز صاحبة مشروع الدولة المدنية التي تذوب فيها مصالحهم السادية.
•وقت الصدق تنظر هذه القوى أن المدنية مجرد شعار زائف تستخدمه وقت الحاجة ، فهي تساوم سياسياً بقبولها الجلوس على طاولة الحوار، وتدفع باتجاه إفشال مشروع مدينة تعز، لأنها تدرك أن عدم استقرار تعز سيقود حتماً إلى إجهاض أي حلم متطلع للمدنية، وفشل الدولة في التغيير.
•تهدف تلك القوى لاستغلال المرحلة الانتقالية بفرض شخصيات موالية لمشروعها تحت دعوى التغيير ، للعمل كوكلاء لها داخل مفاصل المؤسسات الحكومية في تعز، لكن إصرار المحافظ على إخضاع الوظيفة لمعايير الكفاءة، وإبعادها عن الحزبية فوَّت عليها الفرصة، وجعلها تشن حرباً ضروساً ضده، تنوعت أدواتها تارة باتهامه بالموالاة للنظام السابق، وتارة بافتعال القلاقل وإرباكه للاستيلاء على تعز، وخنق أنفاسها قبل الشروع باستكمال أهداف ثورة 11 فبراير التي يتطلع إليها كل أبناء تعز بكل أطيافهم.
•شعرت بالأسى والحزن على دماء الشهداء ، وعلى الثورة ، وعلى تعز، وأنا أحاول التعرف من الشباب المعبأين ضد المحافظ (وهم قلة) ماذا يريدون منه؟! كنت أتمنى أن يقول أحدهم أنه يريد استمرار التعليم في جامعة تعز، أو تقديم خدمات أفضل في أي مجال، أو يشير إلى أي قصور في عمل المكاتب الحكومية بالمحافظة .. لكن تخيلوا معي فقد أبدى جميعهم قناعتهم بأن المحافظ رجل المرحلة ، وأن مطالبهم الوحيدة انحصرت في خانة (ليش ما عينش فلان، وما قبلش قرار فلان من الحزب أو الشلة)؟!ّ!
•للأسف الشديد يتناسى هؤلاء الشباب ومَنْ حرَّضهم أن مركزية القرار في صنعاء هي من قتلت تعز وأقصتها من كل عوامل الحياة خلال الحقبة الماضية، وأن من أبرز أهداف ثورتهم تطبيق الحكم المحلي، وإخضاع الوظيفة العامة لمعايير الكفاءة والنزاهة ، بعيداً عن تسلط المحسوبية الحزبية ومراكز القوى .. أو ليس اشتراط المحافظ - عند قبوله قيادة السلطة المحلية - إعطائه الصلاحيات الكاملة لترسيخ نموذج للحكم المحلي واسع الصلاحيات هو بالأصل مطلب ثوري سيمنح تعز حقها ومكانتها وحقوق أبنائها، والتي كانت مؤسساتها عبارة عن مراكز جباية ومكافآت تمنح للفاسدين، ينفق أبناؤها من عرقهم الملايين للدولة المركزية ويتنظرون أن تمن صنعاء بكابل تلفون أو جهاز فحص طبي ؟! لماذا ننظر دائماً إلى تحت أقدامنا، ولا نفهم أن تمسَّك المحافظ بسلطاته، وعدم قبوله بمركزية قرار التعيين ، ليس موقفاً أو خلافاً مع شخص أو حزب، وإنما يتعلق ببعد إداري وتنموي يجب أن نفهمه على أنه بداية لرد الاعتبار لتعز ورغبة في تأصيل القرار المحلي الذي يحدد الملامح الجديدة لها.
•الكارثة أن تلك الأحزاب - حتى بعد الثورة - تريد فرض نظام المحاصصة ، ولا ندري أي منطق تستمد، وأي تجربة نجاح ماضية قدمتها .. لقد أدارت هذه الأحزاب عدداً من المكاتب الحكومية التي يتنازعون عليها الآن، وأفسدتها حتى النخاع، وتجاربها الفاشلة يعرفها القاصي والداني، وكل الذي وصلنا إليه بسبب إخفاقاتها .. يمكن أن تكون المحاصصة للتعيينات صالحة في حال وجدت أحزاب وطنية تتنافس من أجل الناس، وتسهر على راحة المواطن، وتغلِّب مصلحته على مصالحها الخاصة.
•لا أحد يستطيع أن يزايد أو ينكر أن المحافظ اتخذ قرارات لبَّت مطالب الناس في التغيير، وحقق الكثير في ظرف صعب، وأزاح نسبة كبيرة من المسؤولين غير الصالحين في معظم المرافق الحكومية .. والبقية في الطريق .. وفي الوقت نفسه لا ننكر - أيضاً – أن ثمة قصور في بعض هذه المرافق ، ويتربع عليها فاسدون، يُشعرون المواطن بالإحباط .. فكيف نريد من المحافظ في ظل التحديات القائمة والمشاكل الشائكة التي تحاصر تعز أن يُنظَّف مكاتبها من الفاسدين والسرق في ليلة وضحاها ؟! .. ولو كان الأمر سهلاً ماذا فعلت الحكومة القادمة نصفها من الساحات مع السرق الذين (بَكَّروا) في لصوصيتهم، ودخلوا لها (مُحَشِّرين) حتى على حساب جرحى الثورة؟! حين أقدموا على حرمان الجرحى المستحقين من السفر للخارج ، وأدرجوا غيرهم ممن يمكن معالجتهم في العيادات ، ووضعوا رئيس الوزراء في موقف محرج مع نظيره التركي بحسب اعترافه بذلك.
•يعلم الناس ماذا قدم المحافظ خلال الفترة الوجيزة، رغم كل التحديات، من مشاريع استراتيجية، وجعلها من أولوياته، والتي ظلَّت عبارة عن وعود تتبخر بالهواء يتشدق بها من مروا على تعز، ويتم ترحيلها من فترة إلى أخرى، وعمل المحافظ على تحريكها وإنعاشها.
•تعز عاصمة للثقافة .. كانت كذبة كبيرة استغلتها الحكومات السابقة لدغدغة مشاعر أبناء تعز والضحك عليهم، وهي في حقيقة الأمر استخسرت حتى هذا اللقب الذي تستحقه تعز وبكل جدارة .. بتضحيات الشباب، و تعاون رئيس الوزراء ووزير الثقافة، وإنصاف رئيس الجمهورية ، استطاع شوقي هائل أن يحولها إلى واقع حي ، ساعياً إلى إيجاد بنية تحتية تتطلبها عاصمة ثقافية كاملة المقومات، ولعل سعيه الحثيث في تفعيل ميناء المخا، ومطار تعز، والبدء بتنفيذ محطة تحلية مياه لري عطش تعز، وإنشاء محطة توليد الكهرباء بالرياح، ومتابعة مشروع بناء مدينة حمد الطبية، والمدينة الرياضية، والمحجر الصحي، وتفعيل الكثير من المشاريع المتعثرة .. كل هذه المشاريع - التي بدأت ملامح العمل بها في حال هيأنا له الأجواء المناسبة لتنفيذها - ستنقل تعز نقلة نوعية، وستخلصها من الكثير من المشاكل الموجودة بها.
•الأمر الذي يُحيرني إلى متى ستظل تعز ساحة لتصفية قوى الصراع في صنعاء .. ؟! أبناؤها ليسوا سوى مجرد ضحايا يتصارعون بالوكالة، ويدفعون ثمن مصالح (الطِهاشة) الكبار.
•إذا اتفق أسياد أصحابنا في الحزبين ( المؤتمر والإصلاح ) سرقوا منا كل شيء، وإذا اختلفوا كنا نحن الوقود الملائم لهم ..
•رسالة رجاء وحب وعتاب أضعها بين يدي الأحزاب في تعز .. أقول لهم: أرجوكم فكروا ولو قليلاً في مصالح المحافظة وكل أبنائها ولا تظلوا عبيداً لقيادات أحزابكم .. ومثلما يفكر رموز القبيلة في مصلحة قبيلتهم مهما اختلفوا واختلفت مصالحهم، دعونا نحترم أنفسنا وآدميتنا، و ننسى الماضي، ونتعلم كيف تختلف من أجل مصلحة الوطن والمحافظة لا أن يأكل الآخرون الثوم والثروات والوطن بأفواهنا، فبدلاً من إرباك المحافظ، واستغلال أوجاع الناس بالتحريض والتعبئة على بعض كنا نتوقع أن تكونوا عوناً له في تسجيل موقف للضغط على الحكومة مثلاً للإفراج عن مخصصات تعز للبرنامج الاستثماري للعام 2012 – 2013 م المحتجزة لديها.. ثم لماذا لا يتوحد إعلام الأحزاب بخندق واحد في سبيل حصول تعز على حصصها من المشاريع، ونشر ثقافة الحب بين الناس ، ونفض غبار الماضي، عوضاً عن توجيه فوهات أقلامهم تجاه المحافظ من أجل مشاريع ضيقة تخدم رموز تقليدية مركزية عتيقة أثبتت السنوات الماضية حقدها على تعز وأبنائها..
•مع تأكيدنا أننا لسنا مناطقيين ،ولكننا ندعو أطراف النزاع في صنعاء (قبائل وعسكر) أن يُبعدوا تعز عن رقعة شطرنج تصفية خلافاتهم السمجة، لأنها ليست إقطاعية لأحد ، ولها أبناء مغسولون بها حد الوله، ولن يقبلوا إلحاقها بحظيرة شيخ أو بزريبة لواء، لأنهم لم يتعودوا أن يكونوا قطيعاً أو عبيداً لأحد.
•رسالة أضعها بين يدي رئيس الجمهورية: لقد كان قرار تعيين المحافظ شوقي أحمد هائل بداية الوفاء الصادق لتعز، باعتبارها حاضنة الثورة، وحاملة لواء المدنية، إنما نتمنى أن تكمل جميلك، بإتباع القرار بالضغط على أصحاب النفوذ القبلي والعسكري وقيادات الأحزاب بصنعاء أن يدعوا تعز وشأنها، ويحترموا إرادتنا، وليتأكدوا أننا سننشغل بتقرير مصيرنا وصنع مستقبلنا بعيداً عنهم، وعن سيناريوهات الارتهان التي لا تجدي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي