قرارات هادي بداية الثورة الحقيقية

كتب
الاثنين ، ١٥ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣١ صباحاً

 

 

يوم الاربعاء الماضي كان اليمنيون على موعد مع الفصل الاخير من قرارات الرئيس هادي الخاصة بهيكلة الجيش احد اهم وابرز بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة , صحيح انها تأخرت لكنها جاءت وكل تأخير فيه خير ... 

بصدور هذه القرارات التي كان قد سبقها قرارات سابقة تحرر الجيش اليمنى من هيمنة العائلة والقوى التي سيطرت عليه بصورة مناطقية وعصبوية حولته الى مليشيات منقسمة لحماية العائلات والاشخاص.. 

بهذه القرارات حققت الثورة الشعبية اهم اهدافها وصار الطريق مهيأ لتحقيق الهدف الاكبر الذى يتطلع إليه اليمنيون منذ عقود من الزمن وهو إقامة الدولة الحديثة التي تحقق الحرية والمساواة والعدالة والتعايش وتكفل الحقوق والحريات وتحترم التعددية وتلتزم بالتداول السلمي للسلطة وتعمل على سيادة القانون وتحقيق المواطنة المتساوية .. 

لقد ظل الجيش طوال العقود الماضية يمثل مشكلة كبيرة وحجر عثرة امام تطلعات اليمنيين في الوصول الى بناء دولة حقيقية لأسباب كثيرة اهمها سيطرة القوى التقليدية والقبلية وتركز قيادته على أبناء منطقة واحدة وتهميش الكفاءات العلمية والقدرات الوطنية من اجل ان يظل اداة من ادوات الاستبداد والقمع ومصادر السلطة والثروة , واعتقد ان هذه العقبة زالت بعد صدور هذه القرارات من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي , وصار الطريق سالكا أمام القوى الثورية و المنظمات المدنية والاحزاب السياسية لإقامة الدولة المدنية الحديثة . 

الآن دقت ساعة العمل وبدأت الثورة الحقيقية ثورة البناء والانتاج ولم يعد هناك لاحد عذر بعد اليوم ويجب ان يتحمل كل واحد مسئوليته. على الحكومة ان تتحمل مسئوليتها والإسراع في تنفيذ هذه القرارات على ارض الواقع وعلى الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ان تتحمل مسئوليتها في دعم هذه القرارات والضغط من اجل تنفيذهاوعلى المواطن ايضا ان يتحمل مسئوليته في توفير الدعم الشعبي لهذه القرارات .. 

لقد انتهى زمن الاقصاء والتهميش وصار الوطن وطن الجميع و يجب أن يشارك كل ابنائه من المهرة حتى صعدة في الارتقاء به والعمل على أمنه واستقراره, والبداية تكون من مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذى انطلقت اعماله الشهر الماضي , على اعضاء هذا المؤتمر إدراك المرحلة التاريخية الكبيرة التي يعيشها البلد، لقد صار الطريق امامهم ممهداً وأزيلت اهم عقبة في طريق الحوار هي انقسام الجيش , عليهم بذل قصار جهودهم والعمل بإخلاص من اجل الخروج برؤية توافقية تحل كل مشاكل وقضايا البلد ودستور يلبي تطلعات واحلام اليمنيين .. 

على القوى التي لا تزال تتمترس خلف السلاح ان تراجع حساباتها فلم يعد لحمل السلاح اليوم أي مبرر, عليها ترك السلاح والاتجاه الى العمل المدني والمشاركة في بناء الوطن والعمل على تقدمه وازدهاره فالعدو الذى كانوا يخافون منه قد زال واستمرار التمترس بالأسلحة بعد اليوم يعد بمثابة إعلان حرب ضد الشعب اليمني و من عنده مشروع عليه ان يعمل على تحقيقه من اجل العمل الديمقراطي السلمي لا فرضه بقوة السلاح .. 

اتمنى من اعماق قلبي ان تنتهي اعمال التقطع والتخريب الذي تتعرض له ابراج الكهرباء وانابيب النفط وعلى الحكومة ممثلة بوزارة الدفاع والداخلية الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه تخريب مقدرات البلد على اخواننا القادة والضباط والجنود بالذات الذين يرابطون في الاماكن التي فيها منشآت حيوية تتعلق باقتصاد الوطن ان يكونوا عند مستوى المسئولية وأن لا يسمحوا للمخربين ان يصلوا اليها .نسأل الله ان يوفق الجميع الى كل خير ونوجه بالشكر الجزيل للرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية و لكل من عمل وشارك في صدور هذه القرارات . 

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي