فضفضة ثائرة (3)

كتب
الخميس ، ١١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٣:١٣ صباحاً

بقلم - سميه الغيلي:

أثبتت كهرباء صنعاء أنها متعددة الأغراض، كونك للوهلة الأولى ترى أسلاكها تمتمد أمام المنازل تعتقد أنها حبل غسيل، كما راودني ذلك الشعور في زيارتي الأولى لها ـ بعد أن تفتحت فيّ معاني الحياة ـ ووصفتُ صنعاء حينها " بمدينة التطور ". وهي زينة الشوارع التي خذلتها ألوان الزينة.. هي محور حديثنا وبها نفتتح جلساتنا وهي مع ذلك صداعنا المزمن.. فكيف لا تكون موضع اغراء لتفريغ الغيظ فيها؛ وقد أصبحت في متناول الأيدي الممتدة من النوافذ وصارت متنفس كل طفل حرم الملاهي والمتنزهات وملاعب تحتويه لتشدوه الفرحة كلما وصلتها كرته الطائرة؟؟!
الكهرباء ـ خاصتنا ـ لها باع مع صبر طويل؛ فمع كل خبطة تتعثر ثم تنهض مجددا في انتظار أخرى لتناضل على شعبٍ ورثها العرطة لتتكيف مع حاله.. فيما لو وزعت عدد خبطاتها على كهرباء بلدان أخرى لكان قد دثرها منذ زمن التراب.
صنعاء أعدمت الكهرباء وأعدمت معها نباح الكلاب المفزع الذي ما إن نسمعه حتى نستلهم معه وجود حياة تزحف في ليلها الصحراوي بهدوئه الخانق.
شعب العرطة سيتحمل الظلمة دام وصديقته الصين تمده بكرم جودها، في سبيل شروع الحكومة في دفن وصلات الكهرباء؛ لكنه لن يتحمل هبوطها المتخاذل في كف التخريب وضبط الأيدي العابثة التي عرت أهليتها في تحمل مسئولية شعبٍ ما زالت غضبته تقذف بحممها. فمعالجة الحدث واستنزاف جهود القائمين على اصلاحها وإهدار المال العام، لا يحل المشكلة مالم تتجه الرؤى لمعرفة أسبابها والحد منها.
تعليق الحكومة عجزها على قوى خفية تضع العثرات أمام عجلة انجازها، وتبرير تقصيرها بإلقاء اللوم على الغير لإفشالها، يعد حماقة تفضح عدم كفاءتها .. ومالم تمنع تسرب الفساد من بين أيديها المتراخية، فلتتزحزح.. ففي الشعب من هو كفيل بحمل أعبائه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي