رسالة الى ايوب!

كتب
الخميس ، ٢٩ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:١١ مساءً
احمد غراب السلام عليك يا أيوب طارش، ياحب ياضوء القلوب، يازارع البن، يالحت الوطن، يانوح الطيور، يا كل الحان الحقول،ما درب سيل الاّ وسأل عنك، وما همست ريح في اذن وادٍ الاّ ودعت لك بالشفاء، اليمن كلها تردد نشيدك، وعطايا تربتي تهديك السلام، والليالي تدعو لك ودموعها مطر مطر. كيف تملأ الدنيا ابتسامات! وكيف نرش العطورالكاذيه! وانت ترقد على فراش مرضك ونحن عاجزون امام عطائك؟! نحبك الوطن يشهد، ونعتذر اليك، هتفنا بك خذنا معك، فأخذتنا فوق البساط السحريلألحانك العذبة الى قلب الوطن، وحين سقطت مريضا كنت وحيدا وانت واغانيك كنت القاسم المشترك بين الأخوة الأعداء. كنت نغما وسلاما لوطن لم يقدر له الساسة سوى حروب وآلام، تغنوا بأغانيك في السراء، وساعة الشدة فص ملح وذابوا " مهلنيش"، كل هذا وانت صابر صبر ايوب تذوق المر الذي يذوقه وطنك، وتقول حالي ياعسل نوب. يكفيك ان الشعب يحبك، وقلوب ملا يين البسطاء تدعو لك،، قال الوطن الذي هام بك " يارب اشف ايوب"، قال الوادي الذي اشتاق لألحانك مكانني ضمآن، قال العصفور الذي بكر غبش ليغرد بشجن ويفتش عنك في الحقول ؛ طير مالك؟ قال ساعي البريد سحرك فريد، قال الطائر الحزين مهما يلوعني الحنين شاصبر وراعيلك سنين، قال هوا الفجر ماحلى هواك وما احلاك.. فماذا نقول لك وفيك يا استاذ ايوب؟ او لست الذي غنيت للوطن يوما يوما" هات ليقلبك وخذ قلبي معك .. غير قلبي قلب ما بيوسعك"؟ أو لست الذي من اجل عينيه ستكرم الف عين ، كلما شن المطر، قلبي يسائلني عليك، واذا هب النسيم على الشجر هز الشجن الأغصان، وتساءلت بصمت طير مالك؟ انا لا احكي حكاية ايوب الفنان فأيوب وطن يروي الحكايا، ويعزف اعذب السيمفونيات. مع خرير السواقي وخضرة الحقول، وشنين المطر، وتغاريد البلابل، واهازيج الفلاحين، واشجان المغتربين، ايوب كالوطن بكل ما فيه من حزن وشجن وفرح وأمل وسمو وجمال وبساطة وتلقائية، وبكل ما فيه من احساس وغربه ومرض ومعاناة. انتهت الرساله. ياصبر أيوب! كلما مضى عام اتيقن ان هذا البلد الذي كان يسمى قديما مقبرة الغزاة"، صار اليوم" مقبرة المبدعين". أقل مايمكن ان نقول عن حكومة تعجز عن علاج عملاق فني ووطني بحجم ايوب طارش، انها حكومة بحاجة الى علاج. علاج ايوب لم تتضمنه المبادرة الخليجية، فهو ليس زعيما سياسيا ، انه صوت الوطن، وحاله كحال الوطن؛ يأخذون منه السعادة ليمنحوه البؤس واللا مبالاة. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي. اللهم صل وسلم وبارك عليه. عن صحيفة " الأولى
الحجر الصحفي في زمن الحوثي