اللهم أحفظ تعز واليمن

كتب
الخميس ، ٠٤ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٢١ صباحاً

 

 

مهما شرّق الناس وغرّبوا في ما يجري في تعز، فإن الحقيقة المحاصرة من كل الجهات تقول إن المسؤولية تقع على عاتق الأخ المحافظ الذي مازال ماسكاً بخناق المدينة جيداً منذ مجيئه خوفاً من التغيير وكأن المحافظة ستطير للبحر فيما لو دفع بالتغيير خطوات ولو بالسنتي إلى الأمام... التغيير هو مطلب الشعب وعلى أساسه سالت الدماء، فإلى متى ستبقى تعز رهينة الحسابات الخاطئة والتي لا تحسن إلا تعكير المياه والحفاظ على القديم الذي ثار عليه الشعب وكأن بقاءه واجب مقدس؟ ...الشرعية الثورية هي التي صنعت المرحلة وهي التي أوجدت المبادرة الخليجية والتوافق السياسي، والعجيب أن تعز من غير المدن خارجة عن المسار، فلاهي تحت الشرعية الثورية الكاملة باعتبارها مدينة الثورة ولا حتى تحت مسار المبادرة الخليجية والتوافق السياسي .. هي خليط من إرادة انتقام وعجز غريب الأطوار وعناد يفتقر إلى أبجديات العمل السياسي ولا أحد يدري من يدير هذا التوجه ولمصلحة من، لأن الجميع خاسر وفي المقدمة المحافظ وأسرته وتعز كلها تتأخر يوماً بعد يوم ويصنع الاحتقان صناعة من يريد تفجير الأوضاع والنفوس عن طريق العض بالأنياب والأظافر على بضعة مدراء مكاتب أكل الفساد عليهم وشرب و بصورة تدعو إلى الشفقة والرثاء ولا يجد المشفقون جواباً مقنعاً لكل هذا العبث.

أمس للمرة الثانية تحرق صور الشهداء وخيمة الشهداء المنصوبة أمام المحافظة من أناس يقال إنهم متهمون أساساً بقتل الشهداء أمام مكتب التربية وأماكن أخرى وهم اليوم يحرقون صورهم وخيمة أسرهم استكمالاً للجريمة، لأن صور الشهداء تؤرقهم بطبيعة الحال وتذكرهم دوماً بكابوس الدماء المسفوكة، والمؤسف أنها تجري باسم التضامن مع الأخ المحافظ مع أننا نحن المتضامنين مع المحافظ والحريصين على سمعته وأسرته.. نعلم أن هؤلاء يريدون مزيداً من الفصل بين المحافظ والناس والثوار وأسر الشهداء بكل ما يستطيعون، ويبدو أنهم يجدون تجاوباً قد يستغربونه هم أيضاً، وكنا نأمل أن تدار المحافظة بعقلية واسعة دون القفز على الواقع ولا أدري كيف يقفز على واقع الثورة في مدينة الثورة وهو المستحيل وكيف ننقب بعد الفشل مع أنها مرت فرص ذهبية للمحافظ لتقديم تعز كأفضل مدينة حضرية لو أنه انحاز إلى الثورة والتغيير بحسب تصريحاته، دعونا من الانحياز لو أنه وقف في الحياد والمكان الوسط وتعامل بتوازن وواقعية بدلاً من الوقوف في وجه التغيير بل وإيقاف القرارات الصادرة من الحكومة وكأننا ملكيون أكثر من الملك ودولة مستقلة لصالح القديم ...

الأمور تتدحرج مثل كرة الثلج والتعامل باستخفاف مع ما يجري في المحافظة سيجعلنا نفيق في مربع الندم والفوضى التي لن يستطيع أحد أن يتحكم بها فيما لو انزلقت الأمور إلى دائرة الفوضى التي نجت منها تعز في أسوأ أيامها وفي أيام مسؤولين كانوا محسوبين بالكلية على علي عبد الله صالح كما أن الدفع بالبلطجة إلى الواجهة لعب بالنار ماتعودناه ولا نظنه مقصوداً ويجب لهذ اللعب أن يتوقف قبل فوات الأوان، فما هاكذا يا سعد تورد الإبل ...مازال في الوقت متسع للعقل وحماية المصلحة العامة قبل أن تذهب هذ اللحظة بفرصها التي قد نطلبها غداً ونتمناها ولا نحصل عليها، هكذا تبدأ الأمور وقد تنتهي في مساراتها التي لا يريدها أحد وذلك عندما يسد الله مداخل التوفيق و منافذ العمل السديد !! اللهم وفقنا لعمل المعروف.. اللهم احفظ تعز واليمن وكل المدن اليمنية ووفق أصحاب القرار الى فعل الصواب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي