الجيش الحر وكتيبة (كفار قريش)...

كتب
الخميس ، ٠٤ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٢٣ صباحاً

بقلم:منال الأديمي -
تمضي الأيام والشهور وهاهي الأعوام تتلاحق ،لتدخل الثورة السورية عامها الثالث ومازال حمّام الدم هناك متدفقٌ وبغزارة الإجرام والصمت العالمي المطبق على مصالح و أطماع لا اعتبارات فيها للدم والإنسان .
تصعد الارواح هناك تباعاً في مواكب مهيبة إلى بارئها دون كلل للإجرام أو ردع ونهاية حاسمة تلوح في الأفق في عالم أصبحت فيه الإنسانية والرحمة فولكلور وموروثُ بائد تم الخلاص منه .
الإنسانية اليوم هي تصريحات جوفاء من أفواه خائنة تغرد بقمم العار والخذلان بوجوب إيقاف مجازر الأسد ,هي مصافحة أيادي مشاركة في الإثم بشكل أو بآخر في لحظات التقاط صور لتتصدر لاحقاً عناوين نشرات المساء المملوءة فجائع وفظائع قادمة من (قاسيون) وقلعة حلب ، وسهل حوران بدرعا... كل شيء ينهار هناك ويدمر ويبدو وجه أخر للإنسانية هو الاكثر قبحاً ووحشية تعلوه ملامح مصالح وأطماع ستكون هي نهاية العالم .
عامان على الثورة هناك وحدود للأسف هي الأقذر والأشد تأمراً وفتكاً بالشعب السوري بل ومشاركة في إرسال مواكب الموت والأرواح نحو سماءٍ أعياها البكاء على من قُتلوا ومن سيُقتلون في المؤامرة التي تستهدف سوريا الأرض والإنسان برضى وعناد نظامٍ أخذته وللأسف العزة بالإثم .
هي الحدود... نعم هي من قررت نهايات ثورات (الخريف العربي )وتحكمت بمصيرها ،فكل ثورة من ثورات العام 2011 كانت لها حدود مصالح وأطماع تكفلت بإعادة رسم ملامح تلك الثورات وتحويل مسارها على نحو يتناسب مع تلك المصالح والأطماع في تلك المناطق بدءً بالقاهرة مروراً بصنعاء فطرابلس التي نجت من سيناريو سوري بسبب تدخل الناتو طمعاً بالنفط الليبي وحفظاً لبلدانه من أسراب اللاجئين و فوبيا الإرهاب والقاعدة وانتهاءً بصراعها الآن على أعتاب دمشق , وحدها مفاجأة (ثورة الياسمين )هي من باغتت الحدود ولم تترك لها فرصة التفكير ورسم النهاية هناك وحدها المصالح والحدود من تقدر قيمة الأرواح اليوم ومتى يكون التدخل مثمراً ويستحق المجازفة .
تتوالى الاخبار حالياً عن رغبات لازالت تتمنع في تسليح المعارضة السورية بذريعة الخوف من أن تصل تلك الاسلحة لأيدي (الإسلاميين) الذين كانوا يوماً محل ثقة ودعم حين كانت الإرادة والمصلحة القضاء على الدب الروسي وهيمنته وهاهم اليوم يلتقونه ثانية لكن في مواجهة تكلفتها الباهظة يدفعها السوريون وحدهم فهل أصبح لزاماً على الجيش الحر أن ينشئ كتيبة بأسم (كفار قريش ) على سبيل المثال لينال الدعم اللوجستي والعتاد وينتصر؟ هل أصبح لزاماً على الثائر السوري أن يكفر لينال بندقية بعد أن رفض السجود على صورة بشار فذاق لذلك صنوف العذاب والهوان وقتل شهيداً ساجداً لله ؟ هل صار عليه اليوم بدلاً من المخاطرة والخروج تحت القصف للحصول على كسرة خبز تبقيه وأهله على قيد الفجيعة والصدمة في العرب تحديداً والإنسانية أجمع أياماً أخرى أن يبحث عن (موس حلاقة ) ليتجنب الظهور ثائراً بلحية أطلقتها ظروف الحرب والدمار هناك لحية قد تجعل الغرب منه متوجساً متمنعاً في تسليحه بل وينتهي الامربه إرهابيٌ لا أكثر .
هناك (مؤامرة ) وهذا أمٌر مفروغ منه لكنها ليست ضد النظام السوري المتشبث بالبقاء ولوعلى فناء السوريين ودمار كل سوريا إنما ضد الشعب السوري الذي نسي العالم وللأسف في خضم تصاعد وتيرة أطماعه وصراعه هناك لما ذا ثار الشعب السوري ؟
نعم وحدهم هناك ثوار سوريا يواجهون ومن ورائهم عالم يجمع بصوت واحد للثائر السوري(اذهب انت وربك فقاتلا ..إنا هاهنا قاعدون) لكنهم ليسوا قاعدون فكلٌ يذكي النار المشتعلة حسب ما تقتضيه مصلحته ومع ذلك وبرغم هذا الخذلان والسقوط وكل هذا الظلم لابد ستنتصرين سوريا دون سلاحهم وسينصر ثوارك من هو وحده ُمعكم ومن آل على نفسه حُجة أنهُ يمهل , ولا يهمل .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي