هروبٌ مُكلِّف!

كتب
السبت ، ٣٠ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٠٦ صباحاً

 كلما أردنا العيش في الحاضر, والتقدم خطوة باتجاه المستقبل ؛ أصروا على إعادتنا خطوات , بل مراحل طوال , نحو الماضي البعيد !

يعيشون حاضرهم أجساداً , أما عقولهم فمولعة بماضي إسلافهم , وخاصة الماضي المثقل بالنزاعات والحروب !

المحزن : أنهم في ذيل قائمة الأمم المتحضرة , ولكنك تجدهم يفاخرون بتربعهم على قمة الدول المتخلفة ؛ ويكتفون بالحديث عن مركب نقصهم , عبر تعليلهم لهذا التخلف بالتذكير بمؤامرات الأجنبي , رغم تحالفاتهم معه , بل وانفعالهم به , وتنفيذهم لمخططاته , وتلبيتهم لأجندته !

صحيحٌ أن ثمة أنصاراً لمقولة (من ليس له ماضي لا حاضر له ) , ولكن من الصحيح أيضاً , أن للماضي وجهين , مشرقٌ وحضاري , وهذا جديرٌ باستحضاره والاتكاء عليه , وآخر مظلمٌ ومكبِل , ويتعين تجاوزه وعدم تكراره .

لن يتطور مجتمعنا , وتنتصر ثورتنا ؛ ما لم نعش حاضرنا , والتشبث بهويتنا الحضارية (الإنسانية المشرقة) , ولا ضير من استدعاء نجاحات أسلافنا , والتمسك بأفضل ما أنجزوه .

كما أن اللحاق بركب الحضارة المعاصرة , واقتباس أفضل ما فيها , بما لا يتعارض وعقيدتنا الصحيحة , ولا يضر بهويتنا الجامعة ؛ واجبٌ إنساني وفريضةٌ وطنية.

ختاما : حذارِ الهروب من مواجهة استحقاقات الحاضر وتحدياته , والاكتفاء بالهجرة نحو الماضي المثقل بالإخفاقات والصراعات .

----------------------

ملحوظة : هم قومي , وأنا منهم ؛ ولكنني على وشك الثورة على معاركهم الوهمية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي