قواعد العيش الكريم وتجاوز خرافة الطاغية

كتب
الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ١١:٥٩ مساءً

 

عندما يؤمن المسلمون بأن الحرية أساس عقيدة التوحيد وأن التحرر من عبودية الإنسان ترجمة للإيمان بـ«لا اله إلا الله» يمتلكون قرارهم و يعجز الطغاة عن استغلال الدين الذي يصبح محركاً للحرية وحامياً للحقوق والكرامة ودافعاً للنهوض الحضاري لايقبل بالظلم ولا يستطيع الظالمون العيش في مجتمع يعتبر الحرية ديناً ومواجهة الظلم واجباً مقدساً , حينها يتجاوز المجتمع خرافة الطاغوتية إلى تحقيق مجتمع العدالة والمساواة والشموخ.. المشكلة ليست في الدين، فالدين في جوهره ثورة على الاستبداد والظلم , المشكلة في الإنسان وفهمه للدين والحياة والحرية وعندما يهبط الإنسان بقيمه ويتنازل عنها تتحول كل الأشياء الايجابية ضده أو بالأصح تستخدم ضده عندما لا يمارسها هو كعقيدة حياة ويصبح رافعة للعبودية ومحركاً لنهم التسلط ومغرياً للمتسلطين.. وكل شيء عندها يتحول إلى وسيلة لاستغلال هذا الإنسان المسخ والوضيع, الدين والحرية وحق الشعوب باسمها يستعبد الإنسان المتنازل عن إنسانيته لأنه ببساطة يتنازل عن كرامته وحقه ويأنس للعبودية ويعشقها ويقبل الاستبداد ولا يرضى عنه بديلاً بل بيده يذبح حريته ويخنقها بسلبيته كل ما حاولت التنفس يوماً.. وهذه أساس المشكلة الحضارية عند العرب تحديداً (فاستخف قومه فأطاعوه) (كيف ما تكونوا يولى عليكم ) ( إن الله لايغيرمابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) إنها قواعد لمستوى العيش الكريم للأمم والشعوب وسنة لا تتبدل. 

 إن الانطلاق الحضاري والعيش الكريم يبدأ من الفرد ونظرته لحريته وتعامله مع من ينهب حقه ويظلم غيره ونفسه ..الاستبداد الذي يمثل مصدراً لكل المصائب هو نتيجة لهذه النفسية المنحنية والواطئة في كرامتها التي تمجد الطواغيت وتعيد إنتاج نفسها وغثايتها المقرفة لتجدد ظالماً هنا وتصنع مستبداً هناك من أصحاب العاهات النفسية والمتورمين حد التعفن..الثورة يجب أن تستمر في النفوس والواقع والحرية يجب أن تغرس كعقيدة ودين لا تباع ولا تشترى ومن هنا يبدأ مجد الأوطان وكرامة الأمم. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي