شـــــــــاب ، شــــيـــــخٌ ، وحـــــــوار ..

كتب
الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٣٧ صباحاً

بقلم: منال الأديمي -

بدأ الحوار الوطني الشامل عقد جلساته على الرغم من تحفظنا على بعض المشاركين فيه واستيائنا من عدم تواجد الشباب بتمثيل منصف و حقيقي على الرغم من أنهم من أدار عجلة التغيير وقلبوا آيات الظلم والاستبداد ومع ذلك حاولنا التفاؤل والأمل بأن يخرجنا الحوار إلى بر الأمان المنشود ..توالت لاحقاً التصريحات عن تمثيل شباب الثورة المجحف في الحوار بما فيهم حتى شباب المشترك أنفسهم وتبرأ الكل من ذاك الإقصاء والإجحاف في محاولة لإنكار معرفتهم المسبقة بقوائم المشاركين وتورطهم في التهميش فإذا كانوا جميعهم من ذاك التهميش محزونين وبريئين فمن يا ترى كان وراء ذلك ؟

منذ اللحظات الاولى لبدء فعاليات الحوار وبدء قراءة المشاركين لرؤاهم حتى تبدت لنا الحقيقة المرة وهي أن تلك القاعة ملغومة أطماعاً وضغائن وخلافات فهل يكون الحوار اليوم فرصة لتقريب وجهات النظر والخروج بنا من مستنقع الكراهية والتشرذم والفرقة؟ هذا ما سيكشفه لنا قادم الأيام .

في الحقيقة بالنسبة لي ما كانت رؤاهم إلا صدمة ما بعدها صدمة لسطحية البعض وعدم تفهمهم الدور الكبير والمهمة المقدسة الموكلة إليهم فممثلو الحراك أغلبهم كانوا كمن جاء ليلقي خطاب الانفصال والاستقلال عن أتون الاحتلال كما يحلو لقناة (البيض) أن تصف الوحدة ليل نهار.

ممثلو المؤتمر أيضاً وجهوا رسائل خاصة من المخلوع بأنهم لن يدخروا جهدا لعرقلة وإفشال الحوار فبدت اول الجلسات مكهربة الاجواء استطاع هادي بعدها السيطرة على الاجواء ولا أظن آخر تلك التصرفات الرعناء ستكون اقتحام قاعة المؤتمر من قبل (شيخ )بمرافقيه المدججين سلاحاً وعنجهية شيخ لم يستوعب بعد أن زمانه ولىّ ولن يعود بعدها يقوم العتواني برفع الجلسة مسرعاً خشية أن ينشر غسيلهم (الوسخ )علناً وعلى الهواء مباشرة خارج القاعة وتحديدا باحات (دولة الفندق ) لازال هناك تمايز أمني بين ممثلي الحوار، ففي الوقت الذي يعجز فيه المشاركون الدخول بسياراتهم الخاصة يدخل المشائخ ومرافقوهم المدججون بالسلاح حتى باحة الفندق.

حدود دولة الفندق مؤمّنة جيداً و إن لم تمنع تلك الاجراءات الأمنية حادثة الاقتحام لكن يبدو أن بعيداً عن حدود (موفمبيك ) كل متورط في الحوار وكشف المستور عرضة للقتل والتصفية والاغتيال في وسط العاصمة وفي وضح النهار وكأن لسان الحال الأمني في العاصمة يقول: (من دخل موفمبيك فهو آمن ) فمواطن للمناسبات فقط لم يشعر هذه المرة بالأمن والأمان السفري المعد للمناسبات . تتوالى لاحقاً العناوين على المواقع الإخبارية عن حماية القبائل الصرفة للحدود والإشادة بذاك الدور البطولي في ظل غياب الجيش والدولة و تكتم إعلامي رسمي شديد مع تلك الأخبار القادمة من حدودنا مع الشقيقة وبين الإشادة بموقف القبائل والتذمر بشدة من دخول القبيلة الحوار بهيئة المشائخ أجد نفسي استغرب ذلك التناقض والتباين في المواقف مع القبيلة وتأثيرها الهام على مجريات الاحداث فالقبيلة كانت إلى جانب جمعة الكرامة وانقسام الجيش ثالوث القضاء على نظام صالح وإسدال الستار عليه ومع ذلك لم تكن هناك كلمة ورؤى في الحوار للقبيلة كمكون اجتماعي لا يمكن تجاهله إلا من باب الابتعاد عن الواقع في الكلمة تعلن القبيلة وبعلانية التزامها بمخرجات الحوار ما لم فرسالة الشيخ المقتحم لقاعة الحوار على أهميتها لم تصلنا بعد ومفادها: نعم بمقدورنا إفشال الحوار ليس بأجندة ما ولكن بالتعنت فقط في اعتقادي أن القبائل التي تحمي الحدود ينبغي ان تكون هي ذاتها من تحمي الحوار ليس بقوة البندقية وإنما باحترام مخرجاته حرصاً أن لا نجد أنفسنا ثانية أمام التحالف القديم بين القبيلة والعسكر تماماً كما حدث في الماضي مع الحمدي فتذهب مخرجات الحوار كما ذهبت مخرجات وثيقة العهد، فالحوار الناجح يقتضي منا التعامل بواقعية مع كل مشاكل البلد ومع الشعب بكل قناعاته ومكوناته وفئاته .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي