الحــوار .. أمـــل وألــم

كتب
الاربعاء ، ٢٧ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٣٨ صباحاً


مهما كانت النواقص والأخطاء التي صاحبت الإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني فانعقاده وتدشين أعماله الذى بدأ الأسبوع الماضي يعد انتصارا كبيراً وإشراقة امل في طريق تحقيق الحلم الذى يتطلع له اليمنيون منذ عقود من الزمن وقدموا من أجله التضحيات تلو التضحيات نحو الدولة المدنية الديمقراطية العادلة . 

 لقد كشف المؤتمر مقدار الألم والمعاناة التي يعاني منها الوطن فكل جزء من اجزائه يعاني الجنوب يعاني والشمال يعاني والشرق يعاني والغرب يعاني والصحراء تعاني والجبل يعاني, الكل يقول أن عنده مظلمة وقضية عادلة تريد حلاً وهذا دليل كافٍ على أن الثورة الشعبية كانت ضرورة ومؤتمر الحوار كان واجباً ليس اليوم ولكن قبل سنوات قبل استفحال كل هذه القضايا.. 

كل هذه المشاكل والقضايا التي تعاني منها اليمن سببها واحد هو الاستبداد والهيمنة وحكم الفرد الذي تعامل مع البلاد وكأنها شركة خاصة يتوارثها الأبناء عن الآباء ولا يوجد سبب غيره و اعتقد أن الكل صار معترفاً بذلك, لكن يحز في النفس ويحزن القلب أن البعض يريد حل القضايا والمشاكل بدون القضاء على السبب كالطبيب الفاشل الذي يعالج أعراض المرض بدون أن يبحث عن أسباب هذا المرض .والدليل على ذلك عدم تنفيذ النقاط العشرين التي تقدمت بها اللحنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني وعدم استكمال هيكلة الجيش والأمن وعدم التعامل الحازم مع المتورطين في سفك الدماء, رغم ذلك يظل الحوار هو الأمل و الطريق الوحيد للخروج من دهاليز الألم والمعاناة والقهر وليس لنا من طريق غيره وإلا فإننا نحن اليمنيين سوف نتحول إلى أمة فاشلة ممزقة ومجزأة لن تقوم لنا قائمة, لذلك علينا جميعا أن نستشعر المسئولية ونسعى جميعا إلى انجاحه وتفويت الفرصة على القلة القليلة من أصحاب المصالح والنفود الذين يسعون إلى إفراغ هذا الحوار من محتواه . 

أتمنى من آبائنا وإخواننا وأمهاتنا وأخواتنا الذين شرفوا بعضوية مؤتمر الحوار الوطني أن يتقوا الله الذي سوف يقفون بين يديه يوم لا ينفع مال ولا بنون وان يدركوا حجم المسئولية التي كلفوا بها فإن التاريخ والأجيال القادمة لن ترحمهم في حالة إذا فشلوا ولم يحققوا ما يتطلع إليه الشعب والواجب عليهم التجرد من كل الانتماءات الحزبية والطائفية والمناطقية والانتماء لليمن الموحد الممتد من المهرة إلى صعدة و العمل بإخلاص وجاد من أجله. 

اعتقد أن أول شيء يجب أن يقوموا به قبل مناقشة القضايا والبحث عن حلول لها هو إزالة السبب الذي أدى إلى كل هذه المشاكل وهذا الألم . يتمثل ذلك بقطع الصلة بالنظام البائد الذي قامت عليه الثورة وإنهاء كل أدواته التي استخدمها في الهيمنة ومصادرة السلطة والثروة .في مقدمتها استكمال هيكلة الجيش والأمن حتى يطمئن الناس جميعا انه لم يعد أداة بيد احد وتحرير المؤتمر الشعبي العام من أسر العائلة بحيث يصير حزباً وطنياً تقوده قيادة وطنية وإحالة كل المتورطين في جرائم القتل إلى القضاء ليحاكموا محاكمة عادلة وبعد أن يتم الانتهاء من ذلك يبدأ العمل على إيجاد شكل جديد للدولة بحيث تكون دولة موحدة قوية قائمة على الشراكة الحقيقية ليس فيها اصل ولا فرع ولا تابع ولا متبوع وهذا كفيل بإنهاء الألم وإزالة المعاناة وتطييب القلوب وتضميد الجراح .. 

إن الحوار على ما فيه من الألم إلا أنه الأمل فعلينا أن نصبر على الألم.فإن النصر مع الصبر وان بعد العسر يسراً ..... 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي